نشرت صفحة أحرار الشام الرسمية على تويتر بياناً مصوراً للقائد العام للحركة “علي العمر”، تطرق من خلاله إلى أهم المجريات التي تدور في الساحة الشامية، وعن أكبر المعوقات التي تواجه عملية التوحد بين الفصائل، داعياً في الوقت نفسه قائد هيئة تحرير الشام إلى الاحتكام لمحكمة شرعية مستقلة لحل الخلاف الناشئ بين الفصائل في إدلب.
وبدأ العمر خطابه” الحديث عن الثورة التي انطلقت شرارتها الجنوب السوري منذ ست سنوات، معتبراً أن إطالة عمر النظام بدأت مع ظهور تنظيم الدولة، الذي شتّت الصف، وأثار موجة من الهجمات الدولية على الثورة، وإمداد النظام بكل المقومات لبقائه.
وحول تأخّر الاندماج بين الفصائل” قال العمر” بعد أن نكلت فصائل الثورة بالنظام وحلفائه الإيرانيين وحزب الله، تدخلت روسيا بكل ثقلها في الساحة، وكانت في أغلب المعارك دون جدوى، إلى أن جاءت خسائر حلب، التي دفعت الفصائل إلى إعادة ترتيب صفوفها والنظر في أخطائها، وهنا كثر القول عن ضرورة توحد الفصائل، ونوقش الأمر جديا، ولكن كانت تصدم بعدة معوقات منها اختياري ومنها قسري، وحاولت الحركة المسير نحو توحد شامل للساحة السورية يجمع بين القوة العسكرية على الأرض، والحنكة السياسية في المحافل الدولية، وأثار هذا الأمر حفيظة بعض المؤيدين للحركة.
وتطرق القائد العام للحركة إلى مؤتمر الأستانة، والخلاف الذي حصل حول مشاركة البعض وعدم رضا البعض الآخر منه، فقال” صادف مؤتمر الأستانة ظرفاً صعباً تمر به الثورة السورية، فكان موقف الحركة موقف المتمسك بثوابت الثورة، الرافض للإملاءات الخارجية والمخالف للبعض الذين رأوا أن المصلحة الشرعية تتحقق في الذهاب للمؤتمر ورفض كل ما يمس الثورة.
وعن الخلاف الحاصل بين الفصائل العسكرية في إدلب وريف حلب، قال “العمر” مع بدء الخلاف بين الفصائل فإن موقف الحركة واضحاً، وذلك بإدانة الاعتداءات بين الأطراف المتنازعة، ومحاولة إيقاف القتال، مع الحيلولة دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة تنهك الثورة، ومع انضمام العديد من الفصائل للحركة، كان لا بد للحركة من تحمّل المسؤولية أكثر، ومع استمرار الخلاف والقتال، عرض علينا الموافقة على الإدماج مع هيئة تحرير الشام، فرفضنا اتخاذ مثل هذا القرار المصيري في ظل تواصل الاشتباكات، ووجدت الحركة أن مناقشة مثل هذا الأمر الهام يجب أن تكون في جو وصفه “بالصحي”، ليشكل هذا الاندماج جسماً قوياً قادراً على تحمل الأعباء.
ودعا العمر القائد العام لهيئة تحرير الشام” أبو جابر” إلى الاتفاق على محكمة شرعية لحل الخلاف بين الفصائل، واعتبر العمر أن سرعة حل هذا الملف هو من أسرع ما يساهم في توحد الفصائل”.
ووجه العمر “رسالة إلى الشعب السوري” إن ما حصل في الأيام الماضية من انضمام إلى حركة أحرار الشام وانضمام البعض إلى الكيان الجديد يحتاج إلى خطوة توحّد الصف من الشمال إلى الجنوب، وإن المكر السياسي الذي تواجهه الثورة يحتاج إلى توحّد كامل بعيداً عن الشتات.
واختتم العمر حديثه بتوجيه رسالة أخيرة إلى النظام وأعوانه قال فيها” لن يطول سروركم مما رأيتموه من خلاف بين الفصائل، وإن مجاهدي الشام ما زادوا إلا عزيمة في اقتلاعكم، فأبشروا بقرب الغارات وتتابع الويلات وإن لنا فجراً اقترب بعد حلكة ليل”.
المركز الصحفي السوري – أحمد الإدلبي