مع أن السلطات السويدية لم تصدر حكماً قضائياً، بعد، بحق اللاجئ السوري أحمد مصطفى الحاج علي (14 عاماً) لقيامه بقتل زميل له ليتواني الأصل، ويدعى أرميناس بيلكاس، إلا أن صفحات التواصل الاجتماعي، في أكثر من لغة، أصدرت حكمها على المراهق السوري، ورأى أغلبها أن الليتواني تعرض للقتل لأنه كان يدافع عن فتاة لحمايتها من اعتداء جنسي، مع أن الجريمة وقعت في المدرسة التي تجمعهما، وتحولت القضية الى عداء ظاهر ضد اللاجئين بصفة عامة.
https://youtu.be/o97xAo1SJh8
ضربه وصوّر له فيلماً ونشره.. فانتقم منه طعناً
وقعت الجريمة، أصلاً، جنوب العاصمة السويدية، وفي المدرسة التي يتلقى بها الاثنان، القاتل والمقتول، تعليمهما، وبتاريخ الحادي عشر من الجاري، بقيام أحمد بطعن أرميناس، فأرداه قتيلاً، على خلفية شجار سابق في الشهر الماضي بين السوري والليتواني، حصل بسبب فتاة، وانتهى الأمر بقيام الليتواني بتصوير فيديو لنفسه وهو يقوم بصفع وركل المراهق السوري، ثم نشره على “يوتيوب” نوعا من التباهي.
بعض وسائل الإعلام، كانت عادلة بتغطية الجريمة، فأشارت إلى دافع الانتقام لدى القاتل المراهق، لما أحس به من إهانة عندما انتشر فيديو يظهره يتلقى الصفع والركل من أرميناس، وأن المقتول كان نشر ورفاقه الفيديو وفي نيتهم إيقاع الأذى النفسي بأحمد، القاتل، في مابعد.
وهو ماقاله والد السوري ويدعى مصطفى الحاج علي، وهو من محافظة درعا، في حوار هاتفي أجراه مع موقع “الكومبس” المهتم باللاجئين العرب في السويد، مؤكداً أن أرميناس سبق له وأن قام بضرب ابنه أحمد ضرباً مبرحاً بسبب شجار تسببت به فتاة، وأن ابنه أصيب إصابة بالغة في الظهر نتيجة لذلك. وأن بيلكاس قام بتصوير فيديو لابنه ونشره على مواقع التواصل.
فرصة مواتية للمتعصّبين لتحويل القضية اعتداء جنسياً
والد الصبي القاتل، يصر على أن الشجار الذي حصل بين ابنه وبيلكاس، كان بسبب قيام فتاة بتوبيخ ابنه والصراخ بوجهه، ثم طلبت الحماية من بيلكاس الذي قام بضرب أحمد. وأن ابنه أصبح يعاني من مشاكل نفسية دفعته لعدم الذهاب الى المدرسة إحساسا منه بالخجل والإهانة لأنه ضرب هناك وتم تصويره ونشر الفيديو وهو يتلقى الصفع.
وعلى النقيض من رواية والد المراهق القاتل، فإن الجريمة وجدت مفاعيلها في لغة التحريض ضد اللاجئين. فقد أصبح العنوان البارز للجريمة هو: “قُتِل على يد مهاجر عربي لأنه كان يريد حماية فتاة مراهقة من اعتداء جنسيّ”. أو في شعار تنقّل في المواقع يكتب تحت صورة أرميناس: “قتله المهاجرون”.
والد الضحية، أكّد أن شجاراً وقع في وقت سابق بين ابنه واللاجئ السوري، بسبب دفاعه عن فتاة، على حد قوله. لكن تأكيده لواقعة الشجار، كانت في صالح مرتكب الجريمة، باعتبارها رد فعل انتقامياً، كما أوردت بعض المصادر أن القاتل أقسم على الانتقام لنفسه بسبب الإهانة التي تعرض لها بالضرب والركل ومشاهدة الناس لذلك في فيديو على يوتيوب، رفعه الضحية وزملاؤه.
ونشر في مواقع أن ارميناس قتل على يد “الإسلاميين”، وبعضها الآخر قال إن مهاجراً سوريا قتله لأنه كان يحمي فتاة من اعتداء جنسي، ويشيرون إلى عمر المقتول متجاهلين عمر القاتل. فضلا عن اتهامات أطلقها متعصّبون أرادوا استغلال الجريمة، بحق الصحافة السويدية بأنها تستّرت على الجريمة ولم تقم بتغطيتها بالشكل المناسب لهم.
المراهق السوري الآن، هو قيد الاعتقال وسينقل إلى “مكتب الشؤون الاجتماعية” كما قال والده الذي عبّر عن أسفة الشديد للجريمة التي أودت ببيلكاس، مؤكداً أن ابنه لم يكن أبدا يريد قتل الليتواني، بل على الأغلب كان يريد تخويفه بالسكين، فحصل الطعن ثم القتل، وجاءه اتصال هاتفي من مدرسة ابنه يعلمه بأن الأخير طعن زميله الذي فارق الحياة.
العربية نت