يصادف اليوم السبت 5 حزيران/يونيو، الذكرى الرابعة والخمسين لنكسة حزيران، التي هزمت فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي الجيوش العربية، واحتلت على إثرها مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والسورية والمصرية عام 1967.
امتدّت تبعات تلك الهزيمة العسكرية والسياسية حتّى هذه الأيّام، فإسرائيل لا تزال تحتل الضفّة الغربية وتحاصر قطّاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية وجنوب لبنان, ولم تسلم القدس من المشاريع الاستيطانية التي تحاول إسرائيل تنفيذها بين الحين والآخر.
ضمّت إسرائيل في تلك الحرب أيضاً الجولان السورية إلى أراضيها التي تسيطر عليها في فلسطين والتي تبلغ قرابة 85 بالمائة من مساحة فلسطين الكاملة, بحسب تقارير فلسطينية بلغ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية قرابة 650 ألف مستوطن يسكنون في 164 مستوطنة.
وفيما يتعلّق بالفلسطينيين فقد تسبّبت حرب النكسة بتهجير ما لا يقلّ عن 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة, إلى الأردن وسوريا ولبنان.
أثبتت الأنظمة العربية على مدى 5 عقود فشلها الذريع في استعادة شبر واحد من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في نكسة الـ 67، فالهدف الأساسي بالنسبة لمعظم الأنظمة العربية لا يتعدى الحفاظ على السلطة، واستغلال قضيّة فلسطين لاستجرار عواطف الشعب العربي، من خلال شعارات حماسية رنانة تنادي بالمقاومة والممانعة بشكل شبه مفصول عن الواقع.
لا يختلف النظام السوري عن بقية الأنظمة المستبدة التي استغلت شعارات المقاومة والممانعة للبقاء في السلطة, فالثورة السورية من منظور رأس النظام هي مخطط استعماري ومؤامرة كونية تستهدف سوريا التي تقبع في الخطّ الأمامي في للمقاومة, ولكن أيّ مقاومة!
كشفت الثورة السورية زيف محور المقاومة والممانعة سواء كان ممثلاً برأس النظام السوري، أو ميليشيا حزب الله اللبناني وباقي الميليشيا الإيرانية التي ترى طريق القدس من مدن سوريا، التي ناهضت رأس النظام وحكومته, وكشفت هشاشة وزيف الشعارات التي طالما صدحت بها حناجر مسؤولي النظام, إلاّ أنّ الشعارات لا تتعدى حدود بافلات مكبّرات الصوت في قاعات تملؤها شعارات المقاومة الزائفة.
بعد 5 عقود من النكسة والهزيمة كان الحلّ بالنسبة لعدّة دول عربية هو التطبيع مع دولة الاحتلال ضاربين بعرض الحائط انتهاكات قوّات الاحتلال في فلسطين عموماً وفي حرم المسجد الأقصى على وجه الخصوص, فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية بلغ عدد الشهداء جراء انتهاكات قوات الاحتلال الأخيرة على قطاع غزة والضفة الغربية قرابة 290 شهيداً، بينهم 69 طفلاً و40 امرأة, بالإضافة إلى إصابة آلاف الأشخاص بجروح متفاوتة.
تجدر الإشارة إلى أنّ 4 دول عربية طبعت علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 2020 فبعد الإمارات والبحرين والسودان, أقامت المغرب أيضاً علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال، لتكون الدولة الرابعة خلال عام 2020 والدولة السادسة عربياً, فمصر هي أولى الدول العربية التي توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979 وتلتها الأردن عام 1994 ولا تزال تعمل دولة الاحتلال على توقيع اتفاقيات جديدة مع دول عربية جديدة.
الجدير ذكره أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تستغل صمت حكومات الدول العربية وتستمر في انتهاكاتها الصارخة بحق الفلسطينيين والمسجد الأقصى، الذي تحول الدخول إليه وتخريبه، في ظلّ انشغال حكومات بعض الدّول العربية كحكومة الأسد بقصف وتدمير المدن السورية، وتهجير وقتل الشعب السوري تحت شعارات المقاومة والممانعة.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع