في الحسكة المشهد المؤلم أم نازحة من معارك الأحياء الجنوبية تقيم في أحد الحدائق العامة في محيط سوق المدينة تضع مولدوها و هي في الحديقة في غياب أي منظمة صحية أو إنسانية.
هذا حال الامهات في سوريا، وهذا جانب من معاناتهم الكبيرة في ظل الأحداث، دون توفر أقل حقوق الإنسان، ودون أي حركة من العالم بأسره الذي يرى ويسمع ويشاهد ما يحصل في سوريا، دون تحريك ساكن.
ويقتل الألاف من السورين يومياً، ويتيتم الألاف من الأطفال، وتهدر دمائهم وتدمع قلوب أحبائهم وتحرق، ويتألمون ويذبحون بصمت.
تروي أم “سوريا” قصة معاناتها فتقول “نزحت من بلدتي في جنوب الحسكة، بعد القصف العنيف والاشتباكات الكثيرة وبعدما استشهد زوجي، في البلدة في ظل الاشتباكات الدائرة في المنطقة، وأنا حامل بولدي الأول، ولم أجد منزلاً أتقي به حر الشمس فلجأت إلى إحدى الحدائق العامة، وبت أنام وأجلس تحت الأشجار، حتى ولدت هنا عند جزع هذه الأشجار، في ظل غياب كل المنظمات الإنسانية والطبية”.
وقد وضعت طفلة صغيرة قررت تسميتها سوريا، لترسل رسالة إلى كل شعوب العالم، كيف يعاني أطفال سوريا، وكيف يعيشون دون رعاية ودون توفير أدنى حقوق الحياة.
وما أم سوريا إلى مثالاً من ألاف الأمثلة اليومية، التي تنتهك بها حقوق الإنسان وحقوق الطفل، الذي يعد رمز البراءة والرقة، وفي كل يوم يمر يقتل الألاف من الأطفال بمختلف أنواع الأسلحة، وبحقد لا يوجد له حد، ولا يوجد من يحمي هؤلاء الأطفال وأهلهم.