أفاد تقرير صدر عن منسقي استجابة سوريا، يوم أمس، تخطى عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، ثلاثة ملايين ونصف
مدني، بزيادة قدرها 14 %عن العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بمقدار 17 بالمئة حتى نهاية العام الحالي، نتيجة
المتغيرات الكثيرة أبرزها تغيرات سعر الصرف التصاعدية، وثبات أسعار المواد الغذائية على المستوى المرتفع.
التضخّم وأسعار الغذائيات ومقارنتها مع أشهر فائتة:
فالأسعار كما ورد ثابتة على الزيادة، أي في تزايد مستمر، وهذا ما يعرف بالتضخم السلبي في السوق، أي زيادة مستمرة في
أسعار وتكاليف السلع، فمن خلال جولة لمراسلي المركز في أسواق مدينة إعزاز، ارتفع سعر طن السكر عن العام الفائت بزيادة
مقدارها عشرة دولار، ما يعدّل أربع ليرات تركية زيادة على الكيلو الواحد، وارتفع سعر ربطة الخبز بوزن تسعمائة غرام من
الليرتين إلى خمس ليرات، وسعر كيلو الرز الوسطي من 13 ليرة إلى 20 والزيت الأبيض “دوّار الشمس” ،تضاعف سعره من
دولار للتر الواحد ، إلى دولار و تسعين سنتا ، عدا عن الزيادة بسبب خسارة الليرة التركية نقاطا من قوتها الشرائية بسبب الهبوط
أمام الدولار.
البطالة وشبه البطالة:
حلّت الليرة التركية كبديل عن السورية، فرواتب الموظفين في شمال سوريا تحسب بالليرة التركية، ألف ومئة ليرة راتب العامل
في قطّاع التربية ، وثمانمئة ليرة للعاملين في أجهزة الشرطة، ونصفها للعناصر في الجيش الوطني، وهذه الطبقات الثلاث
تشكل نسبة كبيرة من موظفي الشمال، ومن الممكن تسميتها السواد الأعظم للشعب، وهذا ما وصفه المعلم حامد دعبول
بشبح البطالة إذ يقول” كراتب معلم ألف ليرة شهرية لا تكفي أجار منزل كوني مهجّر، فبالنسبة للدخل أصنف في البطالة،
وبالنسبة للعمل عامل ولكن بدون عائدات” ويقول مصطفى العبد الرحمن نازح في مخيّم الساروت شمالي إعزاز ، نسبة
العاملين في المخيم لغير العاملين لا تتعدى واحدا بالمئة”
رصد حالات الفقر:
في مدخل المخيم، تلحظ الوجوه اليائسة والعروق الجافة في وجوه الأطفال، الفقر يحيط بالخيام، ومصاريع الشتاء تفتح أبوابها
للضيف الثقيل عليهم.
وبتعميم النسبة السابقة فهناك وضع كارثي ويردف العبد الرحمن “بعنا ما يمكن بيعه من أثاث منزل نزحنا به، طعام وتدفئة
وطبابة أغلبها غير مدعومة ومدارس أطفال، وعندما نبحث عن عمل، في ورش العمار أو غيره من صناعة، لا تتجاوز يومية العامل
30 ليرة في أفضل أحوالها”
وفي مخيم “المهاجرين والأنصار” ذكرت أم أيمن “زوجي شهيد في معارك حلب، المخيم لا حول ولا قوّة، نادر الدعم ، نشتري
المياه من منهل قريب، يوزعها على المخيم بسعر مقبول نظريّا، ولكن ليس هناك أي دخل، مما اضطر ابني البالغ من العمر 10
سنوات أن يترك المدرسة، ويلتحق بورشات قطاف الزيتون، نحتاج كل شيء لا طعام والشتاء وهمه على الأبواب”.
شعبان تهاجم ديمقراطية الغرب وتستذكر الطفل محمد الدرة متجاهلة أطفال سوريا
وبالعودة إلى تقرير منسقي الاستجابة في سوريا:
رصد التقرير نسب المخيمات التي انقطع عنها الدعم، ونسبة الارتفاع في سلة الغذاء لعائلة مكونة من خمسة أشخاص، ومما جاء فيه”
ارتفع سعر سلة الغذاء المعيارية الكافية لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر واحد، إلى حوالي ثمانية وثمانين دولار
أمريكي أي ما يقارب ألف وستمئة ليرة تركية، بزيادة قدرها 220 ليرة عن شهر تموز الماضي ، وهو ما يستهلك نصف راتب عامل
مياومة لمدة شهر كامل، وارتفعت نسبة المخيمات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إلى 82 بالمئة من المخيمات و94 منها
من صعوبات في تأمين مادة الخبز.
تقرير اقتصادي / عادل الأحمد