لا مكان لليأس في قلبها، طامحةٌ لتحقيق أهدافها مهما عانت، حرمت أعز ما تملك، فالأملُ سبيلُ النجاة من المصائب، كما تقول.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
“سلمى” (اسم مستعار) في الخامسة والعشرين من عمرها، بعد زواجها من شاب ملأ عليها حياتها، فرق بينهما الموت، وغابت شمس زوجها محمود عنها، بقصف قوات النظام على مدينة إدلب.
تقول سلمى بعد عودتها إلى مقاعد الدراسة من جديد: “تزوجت سنة، من شخص أحببته جداً، لكن مشيئة الله أقوى من إرادتنا، توفي، وبقيت أنا محافظةً على عهدي ووفائي له”.
بدأت تشعر سلمى بالفراغ، فاتجهت نحو الدراسة، لعلها تملأ وقتها وتخطوا نحو طريق جديد كانت قد أهملته بسبب الدراسة، “سجلت بكلوريا علمي، لأني درست الحادي عشر علمي، حبيت كمل وادخل بالمجالات العلمية أو بالأحرى الطبية، والحمد لله قدرت بعد تعب وجهد أني أنجح بمعدل جيد جداً، وسجلت بعدها تمريض”.
لم تعطِ سلمى بالاً لأفكار المجتمع من حولها، وأكثر ما كان يسبب لها إزعاجاً كما تقول “كانوا يقولون لي لم تدرسين؟ تزوجي ماذا ستجنين من الدراسة، لا تدع الزمن يفوتك، ها هو فلان يريد الزواج منك، وانت لست بنتاً لترفضين”.
“درستُ ولم أعطِ بالاً لكل الضغوطات من حولي، حتى وصلت اليوم إلى عملي وتقديري الذي أحسد عليه، فأنا باعتراف أغلب الأطباء من أمهر الممرضات في المستشفى، وأتقن عملي و أعطيه اهتماماً وتفانٍ كبير”.
تعيش سلمى حياة ملؤها التفاؤل والأمل، لكن مانغص عيشها أنها لم ترزق الطفل الذي يجعل لحياتها طعماً ونكهةً خاصة، لتعمل وتشقى لأجله حسب تعبيرها.
ليست سلمى وحدها، الكثيرات ممن في حالها شمال سوريا، وعشن وحيدات يثبتنن للعالم أنهن على قدر كبير من الجد والنجاح، والإبداع يستمر مهما عاندت الظروف.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
ريم مصطفى