فر أكثر من 400 مدني ليل السبت من الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام السوري تزامنا مع سيطرة القوات الحكومية على حي استراتيجي، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “أكثر من 400 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلا إلى مساكن هنانو، اثناء تقدم قوات النظام فيها”.
واوضح أن قوات النظام “نقلتهم ليلا إلى مناطق سيطرتها شمال حلب وتحديدا الشيخ نجار، قبل أن يصل قسم منهم صباح الاحد إلى الاحياء الغربية في المدينة”.
وتمكنت قوات النظام السبت من السيطرة بالكامل على حي مساكن هنانو الاستراتيجي، بعد اسبوع من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المعارضة.
واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر حملة عسكرية ضد الاحياء الشرقية في مدينة حلب، بهدف استعادة السيطرة عليها.
ودفعت الاشتباكات العنيفة في الايام الاخيرة عشرات من العائلات الى النزوح من مناطق الاشتباك الى احياء اخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. وتمكنت خمس عائلات على الاقل من الوصول الى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في حلب.
وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الاحياء الشرقية واستخدامهم كـ”دروع بشرية”.
ويعيش أكثر من 250 الف شخص محاصرين في الاحياء الشرقية في ظل ظروف معيشية صعبة. وكانت اخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز/ يوليو الماضي.
وتعد سيطرة قوات النظام على مساكن هنانو ضربة موجعة للفصائل المقاتلة والتي تسعى قوات النظام الى تضييق الخناق عليها.
وأوردت صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق، في عددها الاحد، “سطّر الجيش العربي السوري أهم إنجاز في سجل انتصاراته شرقي مدينة حلب ومد نفوذه إلى مساكن هنانو بشكل كامل التي تعد أهم بوابة للأحياء الشرقية وتفتح المجال أمام مزيد من التقدم في محيطها وفي عمق مناطق سيطرة المسلحين”.
ونقلت عن مصدر ميداني ان “الجيش عازم على استكمال إنجازاته في الأحياء المجاورة لمساكن هنانو بداية ثم تطهير الأحياء الشرقية كاملة”.
وتخوض قوات النظام الاحد معارك عنيفة على اطراف حيي الصاخور والحيدرية المتاخمين لمساكن هنانو، وفق المرصد السوري.
وتترافق المعارك مع قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام على مناطق الاشتباك واحياء عدة في شرق المدينة.
واحصى المرصد مقتل 18 مدنيا على الاقل في الاحياء الشرقية السبت جراء القصف والغارات، فيما قتل اربعة مدنيين على الاقل واصيب العشرات بجروح جراء قذائف كثيفة اطلقتها الفصائل على غرب حلب.
ويتيح تقدم قوات النظام من مساكن هنانو الى حي الصاخور الذي بات وفق المرصد “تحت مرمى نيرانها باعتباره منطقة منخفضة، فصل الاحياء الشرقية الى جزئين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي”.
وبحسب عبد الرحمن، “تبعد اقرب مواقع قوات النظام على اطراف حي الصاخور عن مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على اطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف” كيلومتر.
ويجمع محللون على ان معركة حلب اشبه بـ”معركة تحديد مصير”، ومن شأن نتائجها ان تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي اوقعت اكثر من 300 الف قتيل.
القدس العربي