أن المشاركة الإيرانية في حرب النظام على جبهة درعا – القنيطرة في الجنوب السوري، سجلت نقطة تحول كبير في الدور الإيراني في القضية السورية، مبينا أنه لم يقتصر الأمر على مشاركة قوات إيرانية من نخبة الحرس الثوري بقيادة جنرال الحرب قاسم سليماني، بل من خلال حضور إيران الواضح في التخطيط والتنفيذ وتحديد أهداف الحرب، ورأى الكاتب أن التطور الأخير في انخراط إيران في العمق السوري، يمثل امتدادا لتاريخ عميق من علاقات إيران الخمينية مع نظام الأسد، موضحا أنه قد ترك على مدار عقود متوالية منفعة متبادلة للطرفين مع تميز لصالح نظام الأسد الأب، وهي قاعدة تغيرت مع مجيء بشار الأسد إلى سدة السلطة في سوريا عام 2000، فرجحت كفة إيران في علاقات الجانبين، قبل أن تتحول إيران بعد انطلاق ثورة السوريين إلى قوة سيطرة وضبط في نظام الأسد، ولفت الكاتب إلى أن إيران غرقت في سوريا بفعل خططها الاستراتيجية، وما مارسته من سياسات، وما قامت به من خطوات وإجراءات، وتحولت إلى جزء عضوي في الصراع القائم، ولم يعد من الممكن إخراجها من عمق الوضع السوري، إلا بخروج النظام نفسه، مؤكدا أن خروج إيران، لن يتم طالما بقي نظام الأسد، وأن ذهاب الأخير سيكون مقرونا بنهاية الوجود الإيراني في سوريا.
صحيفة الشرق الأوسط – ميشيل كيلو