بإنسانيتها المفرطة وابتسامتها العريضة، تنطلق ميس يومياً إلى عملها في المدرسة دون تعبٍ أو كلل، راميةً كل هموم الكون خلف ظهرها.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
تقول ميس “الحمد لله، لا شيء في هذا الكون أفضل من الرضا عن كل حال، رغم أنني خسرت زوجي في إحدى غارات طيران النظام، إلا أنني أعيش حياة الأمل والرضا، وكأنه يعيش معي في كل تفاصيل حياتي”
تستمر ميس في سرد قصتها، وسط ابتسامةٍ كبيرةٍ تجذب من رآها، وخدين حمراوين كالتفاح “شعرت ببعض اليأس فترة العدة، لكنها انقضت مع خروجي منها، كان قد بقي لي سنةً دراسية في كلية التربية، أتممتها وبدأت العمل لأني لا أحب الجلوس”
تحصد ميس محبةً ومودةً في قلوب من يعرفها، حتى أن تلاميذها في المدرسة ينتظرون بشغف حضورها وإعطاءها الدرس المخصص لها.
تحب الأمل وإشراقه بالنفوس “رغم كل مايحدث من حرب ونزوح وفراق، أحاول أن أبعث الأمل في النفوس، ومن شدة ولعي به بدأت التطوع وحضور تدريباتٍ في الدعم النفسي، وأخرج باستمرارٍ بحملاتٍ تطوعيةٍ علّني أحيي الأمل بنفسٍ ميتة”
نجحت ميس رغم وحدتها ومصاعب الحياة بالنجاح والتفوق في حياتها الدراسية من ثم العملية، وأكبر طموحاتها اليوم أن ترى نفسها دائماً على ذلك المظهر، أنيقةَ القلب والقالب.
“ما مر عليَّ من أزمات ليس بالقليل، فالوحدةٌ موحشةٌ، والهجرة أوحش، ومازادها مرارةً بعدي عن أهلي، فهم في تركيا وأنا في إدلب، حاولت العبور نحوهم لكن القدر شاء أن أبقى هنا وأكون حياتي من جديد”
في ذكرى يوم المرأة العالمي للعلوم، التي يحييه العالم اليوم 11 شباط/فبراير، ربما لاتختلف ميس عن نساء عالماتٍ تركن بصمتهن في المجتمع، فهن أبدعن في المادة، وهي أبدعت في الروح والتي هي جوهر النفس ولب الحياة.
تقول ميس مؤكدةً أنها ستظل تحيي النفس البشرية بابتسامةٍ وأملٍ، مطالبةً كل من حولها بأخذ الحياة بروحٍ طيبةٍ، والعمل على مقاومة مصاعب الحرب الدائرة في سوريا حتى نهاية كل الأزمات.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
ريم مصطفى