كانت تربية المواشي في محافظة ديرالزور مهنةً تدرّ الربح على من اتخذها وسيلةً لكسب الرزق، الحال الذي تغير في السنوات القليلة الماضية.
رصدت إحدى مصادر الإعلام المحلية اليوم الأحد، حالة الركود في حركة البيع والشراء في سوق المواشي في بلدات ريف ديرالزور.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
إذ تشهد تجارة المواشي في مناطق ديرالزور سواء الخاضعة لسيطرة النظام أو ميليشياته من جهةٍ، وقوات سوريا الديمقراطية من جهةٍ أخرى، حالة فتورٍ بدأت مطلع الحرب في سوريا وتصاعدت خلال السنوات الماضية.
عزفت نسبةٌ كبيرةٌ من أهالي ديرالزور عن تربية المواشي والتجارة بها، بعد أن كانت وسيلةً لكسب العيش ومصدراً للاستفادة من لحومها وألبانها وصوفها، إلا أن جملة من العوامل أهمها انخفاض قيمة الليرة السورية، علاوةً عن تكبد الراعي تكاليف باهظةً وصعوبةً في تسويق منتجاتها في ظل غلاء المحروقات وفقدانها، بالإضافة إلى صعوبة تأمين الأدوية واللقاحات وارتفاع ثمنها.
ويعود تراجع المهنة أيضاً إلى تقلّص مساحات الرعي الكبير نتيجة سنوات الجفاف المتكررة، وتوقف الكثير من المزارعين عن زراعة أراضيهم، إلى جانب تحوّل غالبية المراعي لساحات قتالٍ وأماكن محظورةً يُمنع الاقتراب والرعي فيها، أو لانتشار الألغام وبقايا القذائف غير المتفجرة. مما دفع الرعاة إلى شراء العلف بأسعارٍ كبيرةٍ.
فبعد أن كان الرعي يُغني عن شراء الأعلاف لعدة أشهر من السنة، اضطر الكثير لشراء أصناف الأعلاف، لاسيما بعد توقف المؤسسات المحلية عن دعم تربية المواشي وتوفير العلف بأسعارٍ مدعومةٍ.
فسعر الشعير يتراوح بين 500 و750 ل.س للكيلو، والنخالة بين 400 و650 ل.س والتبن نحو 250 ل.س والحنطة 1000 ل.س.
ولعمليات التهريب إلى الدولة الجارة العراق، دورٌ هي الأخرى في هذا الحال، وذلك على يد تنظيم الدولة خلال سنوات سيطرته، ولاحقاً على يد الميليشيات الإيرانية التي لم تتوقف عند هذا الحد، إنما وصلت إلى الاعتداء على الرعاة وسرقة مواشيهم، وأحياناً قتل الرعاة وخطفهم في حوادث تصاعدت أواخر العام الماضي.
يتراوح سعر رأس الغنم من 350 إلى 600 ألف ل.س، والأبقار تبدأ من مليون و750 ألف حتى 5 مليون ل.س، وتزيد وتنقص الأسعار بحسب المنطقة.
في سياقٍ متّصل صرح مدير الزراعة التابعة للنظام في دير الزور، محمود حيو، في أواخر 2019، أن تعداد الثروة الحيوانية في المحافظة تجاوز 2 مليون رأس، منها أكثر من مليون و761 رأس غنم، ونحو 173 ألف رأس من الأبقار، فيما بلغ عدد الماعز نحو 121 ألف رأس.
ساهم الركود في سوق وتجارة الماشية وخاصة الأغنام، في عجز الأهالي عن استهلاك مادة اللحم الغنم والبقر أو التخفيف منها بعد أن بلغ سعر الكيلو منها عشرات الآلاف.
أمام هذا الواقع المرير في تجارة المواشي، يبقى المربي الخاسر الوحيد بمواجهة الصعاب الجمّة، في ظل غياب الحلول والدعم اللازم من قبل النظام المتفرغ لقمع الشعب السوري.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع