أعلن مقرّبون من القيادي السابق في الميليشيات الأفغانية “عبد الرشيد دوستم” في منذ عدّة أيّام, عودته إلى أفغانستان بالتزامن مع ضغط حركة “طالبان” على معقله في “شبرغان” شمال البلاد.
عاد “أمير الحرب السابق” -كما يسميه الإعلام الأفغاني- “عبد الرشيد دوستم” بحسب موقع “وكالة الصحافة الفرنسية” إلى كابل والتقى هناك بكبار المسؤولين لمناقشة الوضع في مدينة شبرغان، عاصمة ولاية جوزجان في شمال أفغانستان تمهيداً للقاء الرئيس الأفغاني “أشرف غني”.
قدم “دوستم” من تركيا بعد خضوعه لعلاج طبي، على متن طائرة تجارية, برفقة كتيبة من المقاتلين وتوجه شمالا للانضمام إلى معركة “مزار شريف” بعدما استولت طالبان على شبرغان القريبة منها منذ عدّة أيام.
يعتبر “دوستم’ من أبرز القادة الأوزبك، وسياسي مخضرم استمد دهاءه من أربعة عقود من الصراع في أفغانستان ومعروف عنه تبديل ولاءاته في السياسة ووحشيته في الحروب, فقد اتهم بارتكاب العديد من جرائم الحرب وأبرزها مجزرة راح ضحيّتها نحو ألفي عنصر من حركة “طالبان” داخل حاويات شحن في 2001, إلاّ أنّه ينفي كلّ الاتهامات الموجّهة إليه.
التحق “دوستم” المنحدر من مقاطعة “جوزجان” الشمالية، بالجيش الأفغاني الذي كان مدعوماً من السوفييت في السبعينات، وترقى في الرتب العسكرية، إلا أنه خرج من السلطة عندما انهارت في أوائل التسعينات, حيث كان يغير ولاءه باستمرار باحثاً عن أفضل صفقة في معركة كابول التي اندلعت بين فصائل عدة من الميليشيات.
مع رحيل طالبان ونشوء سلطة جديدة في كابول, شغل “دوستم” منصب نائب الرئيس إدارة “غني”, وأتهم بتعذيب واغتصاب خصم سياسي، ما أدى في النهاية إلى نفيه خارج البلاد, إلاّ أنّه حصل في مطلع عام 2020 على رتبة “مارشال” في الجيش الأفغاني.
ومع عودة حركة طالبان وتقدمها في معظم أنحاء البلاد، عاد “دوستم” إلى الخطوط الأمامية مع مجموعة من قادة الميليشيات.
وكانت أولى كلمات “دوستم” بعد وصوله إلى مزار شريف “يبدو أنّ طالبان لا تتعلم أبدا من الماضي” مؤكّداً أنّ الحركة كانت دائماً تخسر في معاركها في الشمال.
الجدير ذكره أنّ المدنيين هم من يدفع الثمن في تلك المعارك فقد قُتل ما لا يقل عن 40 مدنياً وأُصيب 118 آخرون يجروح خلال 24 ساعة، في “لشكركاه” البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة وفق ما أعلنته بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان.
تقرير: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع