بعد يوم دامٍ ونهار متعب تهمس بأوقاته كل ذكريات الألم والفراق إلى جانب قبريهما صرخت أم طلال ” فاطمة الهاشم” ودموع عينيها انهمرت كالشلال على وجنتيها الذابلتين اللتين خط الزمن عليهما ملامح التعب والقهر “وين رحتو وتركتوني..!! الله يموتك يابشار.. الله يحرمك عيونك متل ماحرمتني من أولادي”.
بهذه الكلمات ودّعت فاطمة الهاشم “المرأة الخميسينية” من بلدة الجانودية في ريف جسر الشغور ابنها “طلال” وابنتها “غدير” بعد اسهداف بلدتهم براجمات الصواريخ.
تبكي أم طلال رحيل أولادها وفقدانها لهما إلى الأبد من حياتها، ولكنّ ذاكرتها تنطق باسمهما وقلبها ينبض بهما لتتابع حديثها فتقول وهي تبتعد بنظراتها حيث مكان سقوط الصاروخ واستشهادهما: “هون تركتن قاعدين تحت الشجرة ورحت ع بيت أخوي زيارة” موضّحة أن طلال طالب السنة الثانية في كلية التربية وغدير ذات الثلاثين عاماً، كانا يجلسان بالقرب من شجرة التوت التي لم يبق منها سوى رماد الذكريات الموجعة وحنين اللحظات الراحلة.
يروي وجه أم طلال الشاحب تفاصيل مأساة أضنت قلبها وأتعبت روحها لفراق أبديّ ورحيل دائم لا رجعة فيه لفلذتي كبدها “طلال وغدير” ووداعها لهما في صباح بدايته بزوغ شمس الفرح ولكن نهايته وداع لأغلى ماتملك وقطعة من فؤادها.
تتابع أم طلال كلامها بغصة كبيرة و كلمات متقطعة لتمرر أصابع يدها المرتجفة على صورة طلال وغدير وهي تقول “ياريت مارحت هالزيارة وضليت معهن، كان أريحلي من عذاب فراقهن”.
تتوقف أم طلال عن الكلام ويسود الصمت لتضم الصورة بين يديها وتذرف الدموع مسترسلة تحكي قصةً من بين آلاف القصص التي تروى واقع شعب آلمته وقائع الموت والفراق.
قصة خبرية/خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع