رائحة الموت تطوف في أزقّة السوريين، للبحر نصيبه وللتيه والجوع في الغابات نصيب، ولكن أن يقتل سوري آخاه حرقاً وذبحاً، هذا ما لا يغيب عن بال السوريين.
ضحايا جدد في ذكرى المحزرة
نام السوري مبللاً بدموع قوارب الموت، واستفاق اليوم، على الذكرى العاشرة لمجزرة الجورة والقصور.
ففي صباح هذا اليوم، في تاريخه ومآسي الموت، وقبل عشرة أعوام، اقتحمت قوات تابعة للحيش السوري، مدعومة بميلشيات أخرى، حيي الجورة والقصور، في دير الزور، بعد الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري، التي شهدتها المنطة، خلّفت وراءها أكثر من أربعمائة ضحيّة معظمهم مجهولي الهويّة.
الاقتحام
بدأت أحداث المجزرة يوم 25 من أيلول 2012، واستمرت لثلاثة أيام، حين اقتحمت مجموعات من “الحرس الجمهوري”، بقيادة العقيد علي خزام، وإشراف مباشر من رئيس فرع الأمن العسكري، اللواء جامع جامع، حي الجورة الذي كان خاليًا من أي مظاهر مسلحة، لتبدأ تلك المجموعات باعتقال المدنيين، والتنكيل بهم.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/460968595831900/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-UNK_GK0T-GK1C&ref=sharing
برامج موت انتقامي وعبثي
في صباح اليوم الأول للمجزرة، اجتاح قائد كتائب المهام الخاصة، في “الحرس الجمهوري”، علي خزام، حي الجورة من ثلاثة محاور، وطوّقه بالكامل، وساندته في الجانب الآخر، ميليشيا جامع جامع، وكان الاقتحام، ليس لوجود عناصر من الجيش الحر يومها، ولكن لوقوع الحيين، وسط تجمع لعدد من أفرعه الأمنيّة (فرع الأمن العسكري، وفرع أمن الدولة، ومعسكر الطلائع)، ومظاهرات سلمية تطالب بإسقاط الظلم والنظام، ثلاثة أيام، سيطرت فيها تلك القوى، على أحياء مدنيّة، ارتكبت فيها أفظع الجرائم
الانتهاكات والمجازر
حرق مدنيين وطواقم طبيّة
عندما اقتحمت تلك القوى حي الجورة داهمت المنازل واعتقلت المدنيين، هرب عدد من سكان الحي، باتجاه شارع الوادي القريب، ولكنّ الأحياء كانت محاصرة ، فتوجهت مجموعات من المقتحمين إلى المراكز الحيوية في المنطقة وفتّشت المنازل واعتقلت الكثير من الرجال والنساء ما زالوا مجهولي الهويّة وارتكبت مجازر ما تزال رائحتها تفوح حيث حرق المحتجزون في الأفران، كما حرقت مجموعة أخرى، من الطواقم الطبية والجرحى، في المشفى الميداني، ضمن حي الجورة.
مجازر عائليّة وصرخات أطفال
قتل الأطفال بدم بارد، ودفنت العديد من العائلات والأشخاص في أقبية المنازل، حيث تمّ تصفيّة عائلات بأكملها، مثل عائلة الصليبي، وأعدم الكثير من الرجال والعائلات ميدانيّا، في مراكز اعتقال داخل الحيّين، وفي البيوت، إذ عثر على جثث لامرأة وثلاثة أطفال، مقتولين برصاص في الرأس.
آثار وانتشال الجثث وحوادث اغتصاب
لا يزال يجد المدنيون آثار الجثث المتفحمة دون التعرف على هوياتهم، كانت أكواماً من الجثث المتفحّمة، بعضها يعود لأطفال، حسب أحجام العظام، ولم تنتشلها فرق الهلال الأحمر، المقرّب للنظام السوري، إلا بعد أن فاحت رائحة الجثث.
قتل واغتصاب فتيات ،جثث مقتولة بالرصاص، ويظهر عليها آثار الاعتداء الجنسي، وأخرى متفحّمة وعليها دلائل أنثويّة، كحلقات الأذنين.
وكان قد منع جيش النظام، الوصول للمناطق التي توجد فيها الجثث، وقد عثر على جثث و الديدان تأكلها.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/759196891867664
شهادات قديمة
نشرت منظمة العدالة من أجل الحياة ،وهي منظمة سورية تعمل على توثيق الانتهاكات، أقوالاً لشهود نجوا من المجزة، حيث يقول أحدهم ”في المساء عندما عدت إلى منزلي، القريب من جامع المهاجرين، شاهدت مجزرة مروّعة، فقد قامت هذه القوات بإخراج عمال فرن النعمة وحجزهم في أحد المنازل، ثم رشوّا عليهم مادة بيضاء اللون –بودرة– ثم أحرقوهم جميعاً، وقد بقي من هذه المادة ما هو منثور على الأرض.
يوضّح شاهدٌ آخر ”بعض الجثث كانت متفحمة تماماً، ولم نستطع التعرف على أصحابها، فيما تعرّفت على الباقي منها، كان صديقي عبدالله زهير، وأخوين أحدهما اسمه خليل والآخر اسمه عمر، وتم دفنهم جميعاً، بحديقة جامع المهاجرين.
اقرأ أيضًا.. بلد الطوابير.. هل تخفى عليها طوابير بداية العام الدراسي!!!!
الجدير ذكره أنّ قوات النّظام ارتكبت مئات المجازر بحق المدنيين ولا تزال تقتل المدنيين دون أي رادع دولي.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع