عبد الرحمن الراشد- صحيفة الشرق الأوسط
لو سألنا اليوم بشار الأسد، ماذا لو عاد به الزمن إلى الوراء، هل كان سيرتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري، أو يشارك فيها؟، مشيرا إلى أنه في مثل هذه الأيام، وقبل عشر سنوات، قُتل الحريري، حيث كانت جريمة سياسية هزت المنطقة، وعلامة تاريخية فارقة، قلبت المعادلات، وسالت بعدها، وبسببها، أنهار من الدماء، ولا تزال تصبغ تراب لبنان وسوريا، واعتبر الراشد أن جريمة اغتياله الحريري هي أبرز محطات حياة “الرئيس السوري”، موضحا أنها هي التي وضعته في الصندوق وأغلقته عليه منذ ذلك اليوم المظلم، فقد أجبره مجلس الأمن على سحب قواته من لبنان، وعاش أربع سنوات متهما ومحاصرا سياسيا، وقاطعته حكومات كانت صديقة له مثل الخليجية والأوروبية، وصار معظم نشاط وزارة خارجيته موجها لإنكار التهم، ولفت الكاتب إلى أنه في مطلع العام الخامس (2009) فرجت أزمته قليلا في قمة الكويت الاقتصادية بعد إعلان المصالحة، إلا أن الاغتيالات استمرت، لتوحي لنا أن الرئيس لم يتغير، وهو يعتقد أنه انتصر في القمة، ولم ينظر إليها كمصالحة، ورأى أن هذه النظرة الاستعلائية، والاستهانة بالأرواح والقيم، والاستخفاف بالقوى الإقليمية والدولية، قادته لاحقا إلى ما هو أعظم، عندما ثارت درعا ولحقت بها بقية المدن السورية التي انتفضت ضده، وها هو انتهى محاصرا في دمشق، وخلص الراشد إلى أن الأسد اليوم مجرد رئيس شكلي، يوكل أمنه ومعاركه لقيادات إيرانية وميليشيات عراقية و”حزب الله”، وأنهى مقاله متسائلا: من كان يتصور أن اغتيال رجل مسالم، مثل الحريري، بلا ميليشيا تحميه، ولا عشيرة تدافع عنه، سيؤدي إلى كل هذه الحروب والمعاناة؟