ترتبط الكثير من المهن في المجتمعات العربية بالرجل، لدرجةً أصبح معها عمل المرأة فيها أمراً غير عادي، فقد يُنظر إلى مَن تتجرأ وتقتحم تلك المجالات نظرة انتقاد وعدم رضا.
غير أن بعض النساء تحدين تلك المجتمعات التي يَعشن فيها، وفرضن أنفسهن على نظرائهن من الرجال، بجدارتهن وذكائهن وتمكنهن من متطلبات وشروط المهام التي خضن فيها.
وتختلف معاني النجاح بالنسبة للمرأة من بلد إلى آخر، حيث قد يكون افتتاح امرأة ما لنادي تجميل في هذا المجتمع أصعب بكثير من قيادتها الطائرة في بلد آخر، بحكم اختلاف التقاليد والعادات.
في هذه اللائحة، نورد لكم بعض الأسماء التي لمعت في دول شرقية مختلفة رغم كل الصعوبات، سواء عبر التاريخ أو في زمننا الحالي:
1- عايدة.. النجارة الأردنية
تُعتبر عايدة – أو أم إحسان كما تنادى -، من النساء القلائل اللاتي اقتحمن مجال النجارة في الدول العربية، حيث كانت هذه الحرفة على طول الوقت رجالية.
قصة أم إحسان مع النجارة تعود إلى سنوات كثيرة، حين ملّت من البحث عن عمل ومن البطالة والمعيشة الصعبة، فأخذت قرضاً صغيراً من البنك لتفتح به ورشة النجارة في منزلها.
وتقول لقناة “العربية” إن أيامها الأولى في الحرفة كانت صعبة جداً، “حيث عانيت حتى أقنع الزبائن بأن ما يُنتج في الورشة شغلي، فصاروا يعطون قياسات لموديلات أخرى لأشتغل عليها، كما كان آخرون يقولون لي دائماً إنني سأفشل، لكنني مع ذلك استمريت العمل حتى أثبتت نفسي”.
2- جليلة.. الفلاحة التونسية
تعمل جليلة في الفلاحة منذ سنوات، ومن أجلها تركت المدرسة في شبابها، حسب كتاب بعنوان “صعود النساء العربيات” ألفته كل من نفسية سيد ورحيلة زفر في العام 2014، وهما يتجولان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بحثاً عن قصص نجاح لم تلقَ الاهتمام الواجب لدى أهل تلك البلدان.
وتشتغل جليلة اليوم رفقة زوجها في إدارة ضيعة فلاحية. وعن طريقة نجاحها، تقول إنها اعتمدت على القروض الصغرى في محاولتها لبناء مسارها المهني المتميز.
3- بلقيس شوكت.. أول طيارة مسلمة
قبل أكثر من قرن من الزمان وتحديداً في العام 1903، اقتحمت التركية بلقيس شوكت، التي تعرف لدى العثمانيين بلقيس شوكت هانم، مجال الطيران، لتكون بذلك أول طيارة في التاريخ.
كانت بلقيس أستاذة للموسيقى، كما كانت تتقن اللغة الإنكليزية بدرجة عالية. وفي سنة 1913، أسست في إسطنبول جمعية باسم “جمعية الدفاع عن حقوق المرأة”، وكانت بلقيس من أهم أعضائها، حيث كانت تدافع عن حقوق النساء داخلها، كما قادت عملية جمع أموال من أجل إهداء طيارة للجيش التركي الذي كان يقاتل حينها في جبهات متعددة.
بعد جمع الأموال اتجهت شوكت هانم إلى مكتب السيد سوريا، زوج إحدى زميلاتها في الجمعية، الذي كان يعمل في مكتب مديرية الطيران الكائن بمنطقة صفاكوي على الجهة الأوروبية من إسطنبول، طالبة إذناً للطيران فوق المدينة، إلا أن مدير المكتب اعتذر عن الاستجابة لطلبها وأخبرها بضرورة الحصول على إذن من إدارة الفيلق الأول من الجيش العثماني.
4- لقاء الخولي.. ميكانيكي السيارات
“كان كثيرون ينظرون إليّ بشكل مختلف حينما يجدونني في ورشة أبي التي أعمل فيها، لكنني لم أعطِ لنظراتهم أي اهتمام”، هكذا تقدم الشابة المصرية لقاء الخولي “الوصفة السحرية” التي تحدت بها المجتمع الذي كان يَستغرب عملها كميكانيكي في مدينة صغيرة قريبة من الأقصر، جنوبي مصر.
ورغم تشبث أهل الصعيد المصري بالتقاليد والعادات، فإن لقاء متشبثةٌ بعملها وبالاستمرار فيه، وتقول إنها تحلم بفتح مركز حديث لإصلاح السيارات في مدينتها، وتدريب الفتيات على المهنة، بعد 9 سنوات من العمل في هذا المجال.
وعن “عدم أهلية” النساء للعمل في الميكانيك، ترد الشابة ذات الـ 20 عاماً، في لقاء على قناة CBC المصرية، بأن هذه المهنة مثل باقي المهن، “وبعد الدوام، يمكن للفتاة أن تتزين وتضع ما تشاء من مساحيق التجميل”.
هافينغتون بوست عربي