عبد الفتاح بيود 40 عاماً مهجر من كفروما في جبل الزاوية إلى مخيمات الحدود السورية التركية.
عندما هُجر عبد الفتاح من منزلة في قرية كفروما، وضع كل ما يملك لكي يهرب من القصف بأطفاله وبعض مقتنياته، وتوجه إلى مخيمات الشمال.
لكنه رفض الرضوخ للظروف الصعبة وقرر البدء بعمل بسيط يقيت به أسرته البالغة خمسة أطفال وأمهم، فاستدان مبلغ 150 دولار من أحد معارفة لكي يشتري مستلزمات عمله الجديد، يقول لنا عبد الفتاح: “أنا لا أريد أن أجلس في بيتي وأنتظر المعونة الشهرية، قررت العمل لكي أعيل أسرتي، بعد أن استدنت المال توجهت لمحال الجملة واشتريت السكاكر والحلويات بالكليوغرامات، وبدأت بتقسيمها لحصص صغيرة 50 غرام لكي أستطيع الربح منها”.
شاهد أيضاً:هل يمكن أن تصادر أملاكك دون علمك، كيف يؤثر قانون الإرهاب على المتهمين وعوائلهم؟؟
وفعلا سار عبد الفتاح بمشروعه وبدأ بالبيع والتجول بين المخيمات المحيطة به، رغم ضعف الحال وقلة الربح ولكنه راضٍ عن عمله لأنه كما يقول: “يقيه شر سؤال الناس”..
قال لنا وهو يقسم بعض الحصص لبيعها في اليوم التالي: “أنا أعرف أن هذا العمل لا يناسبني وأني أعشق عملي الأساسي كمزارع وصاحب أرض في بلدتي، ولكن لأجل أسرتي ساتحمل حتى تزول هذه الشدة ونعود لبيتنا”.
عبد الفتاح يعيش في منزل رث ضمن مخيم، يتألف المنزل من غرفة واحدة فقط، بحالة صعبة وظروف أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، لا مدفأة في هذا الشتاء القارص، ولا أغطية تكفي العائلة ليلاً، ولا ملابس دافئة لأطفاله الصغار…
لكنه رغم ذلك يبتسم ويمتلئ أمل بيوم قريب يعود به إلى منزله وأرضه وحارته التي هُجر منها قسراً؛ بفعل قصف قوات النظام وحليفتها الروسية.
بقلم: ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع