تضمن البيان الختامي للقمة العربية وعودًا حول مساعٍ “بديهية”، ودعا إلى مواجهة التهديدات التي تطال الأمن القومي العربي، ودعم القضية الفلسطينية، والحل السلمي في سوريا.
ولم تكن مخرجات القمة التي تلاها الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيظ، أمس، الأربعاء 29 آذار، ملبية لتطلعات كثيرين من المعوّلين على إحداث خرقٍ في الاجتماع، وخاصة أنه كرّر عبارات سمعها العرب خلال السنوات الماضية.
ورصدت عنب بلدي عشرات التعليقات لناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، قارنت بين قمة “البحر الميت”، بقمة سرت 2010 التي حضرها رئيس لبيبا المقتول، معمر القذافي.
وتمثلّت مخرجاتها بسعيٍ لـ “تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتوسيع مضامينه، وتكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير أنظمة وأساليب عملها”.
كما تضمنت “الإسراع في تنفيذ مشروعات التكامل العربي القائمة، وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية، إضافة إلى إيجاد آليات لمساعدة الدول العربية الأقل نموًا وتأهيل اقتصاداتها”.
بخصوص سوريا، أكد البيان الختامي على أنه “لاحل عسكري للأزمة السورية، إلا عبر التوصل لتسوية سياسية يصوغها كل السوريين”.
كثيرون على مواقع التواصل سخروا من القمة الأخيرة، التي شهدت سقطات وهفوات، وكانت “الأكثر مللًا” وفق رؤية البعض.
وعلى رأس المقارنات، كان حضور القذافي في القمم الماضية، فكتب عماد غليون، في “فيس بوك”، “لا نكهة لانعقاد القمة العربية بدون القذافي، فالجميع ينتظر كلمته للحديث بسخرية مريرة عن واقع أليم يبدأ بحكم القذافي نفسه لليبيا”.
وعلّق آخر “قمم الحكام العرب لا يليق بها سوى رسام كاريكاتير ساخر أو القذافي… يرحم أيامك يا قذافي”.
ناشطون من ليبيا أعادوا نشر مقطع للقذافي، خلال القمة التي عقدت في سرت الليبية عام 2010، حين تسلم رئاسة القمة من الأمير حمد (أمير قطر).
وقال حينها “أمير قطر أفضل واحد يمكنه أن يملأ الفراغ مش علشان السياسة، ولكن لأسباب أخرى كلنا نعرفها”، ما أضحك الموجودين في القاعة.
وقتل القذافي في تشرين الأول من عام 2011، بعد إلقاء القبض عليه من قبل “ثوار ليبيا”.
معلقون من دول عربية تابعوا القمة، وترحّم بعضهم على أيام القذافي “أصدق واحد في القمه العربية”، بينما علّق آخرون “سئمنا الضعف والهوان بينكم، فهذا بشار الأسد دمر بلده وهجر وحرق شعبه بالبراميل الكيماوية وأنتم عاجزون”.
واستهجن آخرون رسالة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التي بعثها إلى الزعماء العرب المجتمعين في عمان وطالب بضرورة التعاون بين روسيا والدول العربية.
ودعا بوتين إلى إيجاد حل للأزمات الإقليمية خلال القمة، من خلال مبعوثه إلى الشرق الأسوط، ميخائيل بوغدانوف، الذي حضر بدعوة من الأردن، وسط حضور للأمم المتحدة.
الجو العام في مواقع التواصل يعطي انطباعًا بـ “فشل القمة”، خاصةً مع ظاهرة انسحاب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عندما بدأ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، كلمته.
إلا أن قلّة اعتبروها ضرورية كي يلتقي القادة ببعضهم، وفرصة لتلافي الخلافات، وهو ما ظهر باجتماع الملك سلمان، مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على هامش القمة.