خرجت الطفلة “براءة” ذات الأعوام الخمسة الى مدرستها في مدينة “دوما” في الغوطة الشرقية، مع اختها الأصغر “لمياء” في الصباح قبل عدة أيام، وكان الدوام باكراً جداً، تفادياً من قصف الطائرات “الحربية” التي لا تبرح تغادر المدينة الا وتعود اليها، ولكن ماهي الا ساعات قليلة من خروجهما، الا وحضر الطيران الحربي ليقصف المدينة.
قصف “الطيران الحربي” حياً بأكمله، وحصد أرواح غالبية من تواجد فيه، معظمهم من “الأطفال، والنساء”، في تلك اللحظات دخل الرعب إلى قلب الطفلة “براءة” جراء صراخ المدنيين في الجوار، وتعالي أصوات سيارات الاسعاف، فطلبت من معلمتها ان تسمح لها بالعودة لبيتها لأنها تخشى ان يكون بيتهم قد قصف.
ولكن “المعلمة” منعتها من مغادرة المدرسة حرصاً على سلامتها، وسلامة بقية الطلاب، وعقب انتهاء الدوام خرجت “براءة” مسرعة مهرولة إلى بيتها وأهلها،
ولكنها وجدت بيتهم قد تحول إلى ركام، وأكوام من الأنقاض، وأشلاء والديها منتشرة بطول المنزل وعرضه، وتحت الأنقاض، فصرخت تنادي بأعلى صوتها بابا ماما اخي … وينكن …
فقد قامت طائرات قوات النظام بقصف الحي وابادته بشكل كامل، ومات العديد من المدنيين المحاصرين، وكان من بينهم اهل “براءة”، التي ضمت اختها المتبقية من عائلتها، وجلست تنظر وتبحث بين الركام لعلها تجد امها او اباها، لعلهم مازالوا على قيد الحياة، ولكن لم تنجح في ذلك.
رفضت الطفلة “براءة” مغادرة المكان لساعات الليل الأولى، وهي تبحث عن عائلتها، وهي تقول: “بابا تحت الانقاض اكيد عايش وماما كمان ..
لكن الحقيقة عكس ذلك فجسد، والديها تحت الأنقاض، والروح في السماء في تلك الليلة رسمت براءة لوحة بسيطة … تحكي قصتها التي عانت … براءة التي ليس لها من عائلتها الا اختها لمياء …