فلاح هادي الجنابي
تواجه الفاشية الدينية الحاکمة في طهران ظرفا عصيبا وفريدا من نوعه ذلك إنها وبعد أن کانت تتصور من أن نظام ولاية الفقيه القرووسطائي سيصبح أمرا واقعا ويفرض شروطه وإملاءاته على المنطقة والعالم، فإنها اليوم في صدد کيفية إيجاد مخرج لها من المفترق الخطير الذي آلت إليه، بعد أن صارت الاوضاع الداخلية مثل البرکان الذي قد ينفجر بوجه النظام في أية لحظة کما إن الموقف الدولي من النظام قد تغير کثيرا فصار يواجه عزلة دولية غير مسبوقة.
هذا النظام الذي عانى ويعاني الشعب الايراني الامرين منه منذ 41 عاما، صار الشعب الايراني وبعد إنتفاضتي 28کانون الاول2017 وتشرين الثاني2019، لم يعد مکتوف الايدي أمام ظلم وعدوانية هذا النظام وصار يقف بوجهه من خلال التحرکات الاحتجاجية المستمرة الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة في سائر أرجاء إيران هذا بالاضافة للنشاطات السياسية المکثفة للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق على الصعيد الدولي وإثارتها للکثير من المواضيع والقضايا الحساسة، لکن الذي جعل النظام يصاب بحالة من الذعر والهلع هو إن واحدا من أهم وأخطر الملفات التي يتخوف منها النظام، وهو ملف مجزرة صيف 1988، الذي تم فيه إعدام 30 ألف من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، ليس عاد للظهور مجددا وانما بات يطرح في أهم دوائر ومراکز القرار العالمي، أي في الولايات المتحدة الامريکية بعد الموقف الرسمي الذي أعلنته المتحدثة الرسمية للخارجية الامريکية بشأن دعوتها لتشکيل لجنة تحقيق دولية من أجل التحقيق في هذه الجريمة الدموية ضد الانسانية.
هذا الموقف الرسمي الامريکي الذي ترافق مع بدأ محاکمة الارهابي الدبلوماسي أسدالله أسدي وعصابته وإحالة قضيتهم بإعتبارها قزية إرهابية للبت بها، أثبت للعالم مصداقية کل ماکانت المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق تٶکد عليه بالنسبة لهذا النظام وضرورة التصدي له لأنه يشکل تهديدا وخطرا يحدق بالامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
اليوم و بعد کل الاحداث و التطورات التي مرت على إيران والمنطقة، ليس هناك من أي شك بخصوص إن النظام القرووسطائي في إيران يواجه حالة إستثنائية لم يسبق وان واجه مثلها طوال الاعوام السابقة، والذي يظهر بوضوح أنه بدأت تتبلور توجهات دولية للنضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية و لايريد المجتمع الدولي أن يکرر الاخطاء السابقة له وأن يترك الشعب الايراني لوحده في مواجهة هذا النظام الارعن وهذا ماأدى ببلدان العالم أن تنأى بنفسها عن هذا النظام وأن تلتفت لشرعية وعدالة النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية.
الشعب الايراني الذي صبر طويلا على هذا النظام وتحمل وعانى الکثير من جراء سياساته الفاشلة والمشبوهة بحيث وصل الى حد أن تعاني أغلبية منه من الفقر والمجاعة والحرمان، يتطلع اليوم وبشوق للتغيير والذي لم يعد بعيدا عن إيران فالفجر الجديد قادم لامحال وإن هذا النظام في طريقه للسقوط الحتمي.