وردت أنباء عن شن المخابرات العسكرية والجوية التابعة للنظام السوري حملة اعتقالات واسعة لضباط وصف ضباط في قوات النظام السوري والميليشيات المدعومة إيرانياً المساندة لها في دمشق وحلب والساحل بداية الشهر الحالي، فيما أوقفت لبنان ضابطاً من اللاذقية يتعامل مع الموساد الإسرائيلي.
اعتقال 27 شخص بتهمة التعامل مع إسرائيل
ذكرت مصادر محلية أمس أن سبب الحملة هو اتهامهم بالتعاون مع إسرائيل وإعطائها إحداثيات عقب الضربات التي استهدفت مطاري حلب ودمشق حيث أشارت المصادر أن 27 شخصاً بين ضباط وعناصر اعتقلوا بعضهم ينتمي لمرتبات الوحدات العسكرية المحيطة بمطاري حلب ودمشق وضابط وعنصران من مرتبات قطعة عسكرية بمصياف وعناصر في قطع عسكرية بطرطوس على الساحل السوري، بناء على معلومات جهاز استخبارات ميليشيا حزب الله المدعوم إيرانياً الموجود في سوريا. وذكرت مصادر لجريدة الشرق الأوسط أمس أن من بين الموقوفين 11 ضابطاً وشنت أجهزة المخابرات العسكرية والجوية التابعة للنظام في 7 من الشهر الحالي حملات تفتيش ودهم واعتقال في حي المالكية والمناطق السكنية المحيطة بالمطار الدولي لحلب بعد ساعات من الاستهداف الإسرائيلي في 6 من الشهر الحالي.
فصل 20 عنصرا شرق دير الزور
نشر موقع الخابور على موقعه الإلكتروني مساء السبت أن ميليشيا لواء فاطميون المدعوم إيرانياً فصل 20 عنصراً وسحب منهم بطاقاتهم وبدأ تحقيقاً مع خمسة منهم بتهمة التواصل مع جهات خارجية. وذكر الموقع أن الميليشا اتهمت عناصر لها بالتواصل مع القوات الأمريكية وإعطاء إحداثيات عن مواقع انتشار تلك الميليشيات خاصة بعد تعرض مستودعاتهم للقصف في قرية عياش في ريف دير الزور بـ13 غارة جوية من قبل التحالف الدولي الشهر المنصرم. وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أصدرت بياناً كشفت فيه عن تدمير منشآت وبنى تحتية كاملا أدى لاشتعالها لعدة ساعات.
لبنان يعتقل طبيبا سوريا جند إخوته الضباط لصالح الموساد
نشرت جريدة الأخبار اللبنانية السبت عن تجنيد إسرائيل لطبيب سوري في السويد عبر شركة ادعت أنها لتنقية المياه في سوريا مجاناً. وكلف الطبيب معن يوسف من مواليد عام 1969 وينحدر من بلدة دير إبراهيم في اللاذقية بالحصول على خرائط شبكات المياه والصرف الصحي وجمع معلومات أمنية وتوسط لتجنيد والده وشقيقيه الضابطين في الجيش السوري للعمل معه لمصلحة الموساد لجمع معلومات أمنية مقابل آلاف اليوروهات.
وذكرت الجريدة أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني أوقف الطبيب في مطار بيروت في آب المنصرم بعد رصد استخدامه أرقاما سويدية وسورية تواصلت مع الموساد الإسرائيلي بين عامي 2020و2022 ليتبين أنها ناشطة في بيروت حيث كان يوسف يأتي من السويد إلى لبنان ثم ينتقل براً إلى سوريا.
كيف بدأ اليوسف بالتواصل مع الموساد؟
أشارت الجريدة اللبنانية أن الضابط السوري كان رئيس قسم أمراض الكلى في أحد مستشفيات استوكهولم وأخبر المحققين اللبنانيين أن شخصاً تواصل معه عبر البريد الإلكتروني عام 2018 وأعلمه أنه يريد العمل معه في شركة تنقية مياه في سوريا وأدخل معه شقيقيه لؤي العقيد المتقاعد في قوات النظام ومازن العميد في هندسة الطوبوغرافية وزوجة شقيقه المهندسة في البلدية وبعد انتهاء اللقاء قدم كريستوفر 150 يورو كبدل تنقل للطبيب وتواصل مع عدد من الأطباء السوريين واختاروا صحنايا في ريف دمشق. وحصل كريسوتفر على خريطة جغرافية لتوزيع المياه في البلدة من الطبيب وطلب منه التقاط صور لأماكن خزانات المياه فذهب اليوسف والتقطها في صحنايا. وفي اللقاء الثالث اجتمع الطبيب معن اليوسف مع مدير مشروع تنقية المياه المزعومة وأخبره أنه يوناني يقيم في سويسرا يدعى بول وطلبا من اليوسف خرائط وصور واستمر التواصل بينهم وطلب بول تفاصيل حياة أهله وأعمالهم وأرقامهم جوالاتهم.
استمر اللقاء بعدها أكثر من مرة في إيطاليا وسويسرا وفي كل لقاء كانوا يعطونه مبلغاً مالياً كبدل حجر فندقي وسفر ومنذ عام 2020 خفت اللقاءات وطلب في حزيران 2020 من اليوسف إنشاء مكتب لإدارة العمل على نفقة بول وطلب منه شراء حاسوب وجوال فيه شريحة سويدية وفهم الطبيب طبيعة العمل الأمني وقتئذ وتواصلوا عبر الواتساب مع برنامج تشفير للمحادثات وبدأ التواصل مع شقيقه مازن.
طلب بول من الطبيب احتساب تكاليف مشروع معمل الإسمنت لوالده وتواصل بول مع مازن شقيق معن ووالده وبدؤوا يجمعون معلومات مهمة لبول كطريقة وحيدة للحصول على تمويل المشروع واخبر بول الطبيب السوري كيف يعمل على الحاسوب ويشفر المستندات وأخبره بعدم استخدامه لأي عمل آخر وأن لا يخرجه من المكتب وأن يبقي على جواله فيه، وتغيرت لهجة الخطاب بدأ بول يأمره وتأكد لدى معن أنه لا يسعى للإعمال الخيرية إنما يتواصل مع ضابط موساد يسعى لمعلومات من اشقائه في سوريا واتخذه وسيطاً لإتمام مهمته كون أشقاؤه في سوريا ولن يثير الشكوك لدى مخابرات النظام.
اكتشاف كذب الطبيب وإصرار الضابطين السوريين على التعامل مع الموساد
أخبر معن أشقاءه أن بول ضابط موساد وليس هناك مشاريع خيرية لكن الضابطين قررا متابعة التواصل مع بول وعلم شقيقه مازن كيفية استخدام الأجهزة وذكرت الجريدة أن المحققين اللبنانيين اكتشفوا كذب الطبيب معن لكونه أكد في إفادة لاحقة قبض مبلغ 6 آلاف يورو لنقلها لأشقائه ووالده وتبين أنه خلال اللقاء الذي جهز فيه المعدات حضر شاب يحمل حقيبة سوداء فحص الأجهزة الإلكترونية واستبدل فأرة الحاسوب بأخرى دون شريط وأكد على بقائها دائما مع الحاسوب. واعترف معن بنقل مبالغ مالية بين 1500 يورو و4500 لشقيقيه وهدايا عطر وعلب سيجار مقابل إرسال خرائط تابعة لمدينة دمشق تتضمن الطرقات والجسور وفي إحدى المرات تكلم شخص بلهجة أردنية طالباً منه معلومات عن شخصين في سوريا.
تعتبر هذه هي المرة الأولى خلال عقود والتي يفتضح فيها الكشف عن تعامل الضباط والمدنيين في قوات النظام مع إسرائيل فهل دفعت الظروف الاقتصادية بهم لهذا وما موقف النظام السوري وآلته الإعلامية من هذه الأنباء؟
تقرير سياسي/ محمد إسماعيل