صهيب أو “صهبو” بابتسامة تزينت على وجهه قال: اسمي صهيب ولكن نادني “صهبو” كما يناديني أبي، عمري أربعة عشر عاماً لست في المدرسة، الخبز أولى فأبي مريض وأريد مساعدته لنعيش بكرامتنا.
يعمل صهيب في ورشة لتصنيع (ليف سيفة الجلي جلايات) في ريف حلب الشمالي حيث نزح إلى هناك منذ سنتين.
يقول صهيب هذه مهنة أبي بعد نزوحنا إلى ريف سلقين شمالي إدلب، لم نجد عمل هناك فانتقلنا إلى شمال حلب حيث وجد أبي عملا في هذه الورشة.
ممارسة المهنة
كثيراً ما خفت من مشاهد الموت أثناء القصف على بلدتنا في معرة النعمان، هذا الخوف جعلني كثير التعلّق بأبي بعد النزوح، فكنت أرافقه إلى حيث يعمل، وتعلمت منه.
ولأن هذه المهنة تتطلب ساعات طويلة، ما يقارب الثمانية ساعات من الجلوس، عانى والدي من آلام مفصليّة في عموده الفقري ورقبته، أبعدته عن هذا العمل إلى عمل آخر، أقل جهداً وأجراً، حبّ أبي لمهنته وحاجتنا للعيش بكرامتنا جعلاني أعمل بنصف راتب نظراً لعمري.
مئتا ليرة أسبوعيّا
مساء كلّ خميس وقبل أن أغادر الورشة يأتي صاحب العمل يثني على عملي، ويدفع مئتي ليرة أجرتي المفصولة أسبوعيّا، وأحيانا كثيرة ما يزيد عليها، صاحب العمل طيّب معي ولكن كما يقول ظروف السوق والكساد لا تناسب زيادة الأجور.
أفرح وأحتضن أبي
ما زلت أحسّ بطفولتي أحتضن أبي وأمّي ولكن أشعر بنشوة الآباء والكثير من الرضا، عندما أعود مساء الخميس أحمل أكياساً معي، “أرز وبرغل وزيت وأكلات” لي ولأختي الصغيرة، أفرح كثيراً عندما تمسح أمي على شعري.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/603403098034883
أطفال يشبهون صهيب.. الآباء الجدد
رغم التحذيرات التي تطلقها المنظمات العاملة في شؤون الطفولة إلا أن واقع الحرب أشدّ، فأطفال يعملون في جمع النفايات وبيعها، وآخرون في قطف وجني المحاصيل الزراعية، وآخرون كثر سرقت الحرب أباءهم، ووجدوا أنفسهم في موقع الأب الجديد.
قصة خبرية/ عادل الأحمد