خلفت الحرب الدائرة على الأرض السورية آلاف الشهداء والجرحى، وتهجير مئات العائلات من منازلهم مرغمين، إما إلى مخيمات اللجوء في الداخل السوري والذين يعانون الأمرين في داخلها، وإما إلى دول الجوار طلباً للأمن والأمان، ومع بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، ارتفعت معدلات الشهداء بشكل كبير، بسبب استهداف القرى والمناطق الآمنة، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، واستهداف أي تجمع للناس، وكل ذلك بحجة محاربة الإرهاب المتمثل ” بتنظيم الدولة” المصنف ضمن قوائم الارهاب.
حيث بلغ عدد الشهداء في سنة 2015 حسب احصائيات اللجنة السورية لحقوق الانسان إلى 20063 شهيد موثقين بالاسم، موزعين على مختلف المحافظات السورية وحسب الأشهر التي استشهدوا فيها، حيث كان لمحافظة حلب النصيب الأكبر من أعداد الشهداء بسبب الحرب المعارك الشرسة التي تدور في أريافها، اضافة إلى القصف الوحشي الذي يستخدمه الطيران الروسي، حيث بلغ عددهم في حلب وحدها 5083 بينهم مئات النساء والأطفال، وليست حلب وحدها فقد نالت إدلب هي الأخرى حصتها من القصف والشهداء، حيث وثق سقوط 3157 شهيداً ودمار هائل في المدينة والقرى التابعة لها.
أما دمشق فكان لها حصة كبيرة من الشهداء بسبب المع7ارك العنيفة التي تدور رحاها في الغوطتين، حيث وثق سقوط 4752 شهيداً موزعين ما بين المدينة وريفها المحرر، وحمص هي الاخرى لم تسلم من القصف والشهداء حيث ارتقى فيها 1494 شهيداً، بالإنتقال إلى محافظات الجنوب السوري وفي درعا تحيداً فقد سقط فيها 2255 شهيداً، ولم تسلم القنيطرة من القصف أيضاً فقد سقط فيها 32 شهيداً .
وفي المحافظات الشرقية وفي مدينة دير الزور فقط سقط 1311 شهيداً بسبب غارات التحالف الدولي وعمليات القتل التي يقوم بها تنظيم الدولة بحق سكانها، وفي معقل التنظيم الرقة فقد ارتقى 326 شهيداً بسبب الغارات الجوية ومن بين الشهداء أشخاص أعدم التنظيم، وفي الحسكة معقل التنظيمات الكردية فقد ارتقى 409 شهداء جراء المعارك العنيفة مع عناصر تنظيم الدولة الذي حاول السيطرة عليها أكثر من مرة.
وبالانتقال إلى الساحل وفي اللاذقية مسقط رأس الأسد فقد ارتقى 198 شهيداً غالبيتهم في مناطق التركمان جراء المعارك الشرسة والقصف الروسي المكثف على هذه المناطق المحررة، ولم تسلم مدينة أبي الفداء حماة من القصف المتواصل والمنهج والاشتباكات العنيفة حيث ارتقى على أثرها 1049 شهيداً.
وتوزع أعداد الشهداء حصب مصادر القتل في هذا العام، حيث ارتقى داخل سجون النظام 1124 بسبب عمليات التعذيب والقتل المنهج، كما سقط أيضاً 1690 شهيداً جراء القصف الروسي ، كما أن لتنظيم الدولة نصيب من عمليات القتل حيث سقط 1333 على يد عناصر التنظيم، ولم تسلم المعارضة من عمليات القتل حيث سقط بسبب عمليات القصف التي تقوم بها على مناطق سيطرة النظام 611 شخصاً، كما أن الوحدات الكردية قتلت87 1 شخصاً، وكان للحصار نصيب من قتل السوريين حيث ارتقى جراء الحصار والجوع 217 شهيداً، وكان للنظام السوري النصيب الأكبر في عدد الشهداء حيث ارتقى بسبب قصف النظام 14633 شهيداً.
هذا هو الواقع السوري قتل وتهجير وتشريد، فإلى متى ينوي المجتمع الدولي إطالة الحرب السورية، أم أنه يسعى حقاً في وقف شلالات الدم من خلال المؤتمر الدولي الذي سينعقد قريباً.
المركز الصحفي السوري ـ أحمد الإدلبي