وعود كاذبة، وحجج غير مقنعة، تقدمها وزارة الكهرباء في سوريا يوميا لتسكت المواطنين المتذمرين في مناطق سيطرة النظام، حيث لا تتجاوز ساعات التشغيل ساعتين أو ثلاث ساعات كحد أقصى ما أثار استياءهم ومطالبتهم الوزارة بأن تكون صادقة ولو لمرة في وعودها المتكررة والتي لم ينفذ أي منها.
فقد برر وزير الكهرباء “محمد زهير خربوطلي” زيادة ساعات التقنين التي تتجاوز 20 ساعة في معظم مناطق سيطرة النظام، بأن الوزارة تعمل على توفير الفيول لتزيد من ساعات التشغيل خلال فصل الشتاء، ثم عاد ليطرح حجة أخرى بعد نفاذ صبر المواطنين وهي أن حل مشكلة زيادة ساعات التقنيين هي قاب قوسين أو أدنى، وسوف تحل بالقريب العاجل بمجرد وصول ناقلات النفط إلى المرافئ السورية، التي تواجه حصاراً شديداً، وأن الموضوع يتابع من أعلى السلطات والتقصير ليس من الدولة ولا الحكومة ولا وزارة النفط أو الكهرباء بل هناك نحو 600 مسلح حاولوا الدخول إلى محطة محردة التي كلفت 500 مليون يورو استطاعتها أكثر من 600 ميغا واط بحسب صحيفة الوطن الموالية.
ويتساءل أحد المواطنين من مدينة دمشق:” غريبة أنو المسلحين الي عم تتحجج الوزارة فيهم ماعم يقدروا يقطعوا الكهربا عن بيوت المسؤولين الي بضل 24 ساعة، ولا التقنين لناس وناس، بعدين شو هالمسخرة قال وزارة كهربا مشان ساعتين باليوم مافي داعي ألها”.
وبدوره تساءل عضو البرلمان بطرس مرجانة عن وعود وزارة الكهرباء بالتعاقد منذ الشهر السابع 2015 على شراء مولدات في حلب وحتى تاريخه لا يزال الموضوع غامضاً وبعيداً عن الشفافية، حيث يستغل تجار الأمبيرات في حلب المواطنين ويجنون أرباحا طائلة كل شهر عن طريقها دون رادع أو محاسب.
وليس واقع الكهرباء في المناطق المحررة بأفضل حالا، وبسبب ارتفاع سعر المازوت اللازم لتشغيل مولدات الأمبيرات فقد تجاوز سعر البرميل الواحد 66 ألفا، تم تخفيض ساعات التشغيل من 3 ساعات ونصف إلى ساعتين ونصف في اليوم الواحد وبسعر 2100 ليرة للأمبير، دون جهود تذكر لتحسين واقع الكهرباء في المدينة حيث ترافق معها ارتفاع حاد في الأسعار وبالأخص للمنتجات التي تعتمد على الكهرباء، ما أجبر البعض على الاستعاضة عنها بألواح الطاقة الشمسية، لكن فصل الشتاء أصبح على الأبواب ولم تعد تنفعهم كما في فصل الصيف.
يعتبر قطاع الكهرباء كما يسميه البعض “شريان الحياة” المتضرر الأكبر خلال سنوات الحرب، وتسبب بتراجع كثير من الصناعات وساهم بشكل كبير في تدني الاقتصاد السوري ووصوله لدرجة كبيرة من العجز، ومازال مسؤولو النظام يواصلون وعودهم وإلقائهم اللوم على من يسمونهم بالمسلحين متناسين ماتقوم به طائراتهم يوميا من مجازر فضلا عن استهدافها المراكز الحيوية والمنشآت الخدمية في المناطق المحررة، فهل سيفي وزير الكهرباء بوعوده الجديدة، أم حري بهم أن يغلقوا الوزارة وينصرفوا لعمل آخر يناسب جهودهم الوهمية؟.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد