بوادر حلول ضبابية بدأ الحديث عنها بل والبعض منها بدأ مرحلة التنفيذ، ومن الواضح أن الحسم العسكري هو السائد، وبطرق مختلفة تماما عما تعنيه هذه الكلمة من مدلول كلاسيكي، فبدأ الحسم من الرقة بملئ الفراغ الذي سينجم عن هذا الحسم.
ففي جنوب سورية قرروا إبعاد إيران وحزب الله لعمق 70 كم عن حدود الجولان لتأمين حدود إسرائيل الغائبة الحاضرة في كل الحلول المطروحة، والضامن بالطبع روسيا وأمريكا والأردن وتم تطبيق الاتفاق، لكن الشيء غير الواضح هل هو تقسيم لسوريا، أم اتفاق لحل سياسي ستكون الأمم المتحدة والدول الراعية هي الضامن لتنفيذه؟، ودول الجوار هي المنفذ لما سيتم الاتفاق عليه فهناك حديث عن إعادة تأهيل للمجتمع المدني والجيش الحر في الجنوب، وقد كثرت بوادر التوحد في الجنوب بين فصائل الحر ليكون لها اليد العليا بسد الفراغ الذي سينتج عن محاربة المجموعات التي سوف تقف في وجه تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
أما الغوطة الشرقية مازالت الضبابية هي العنوان، فمحاولات النظام التقدم على محور جوبر مع الصمت الدولي يجعلنا نعتقد بأن الغوطة، بعيدة حتى الآن عن أي اتفاق، ويزيد الأمر تعقيدا الاقتتال الحاصل بين الفصائل وتقطيع أوصال الغوطة بالحواجز والسواتر، واتفاق خفض التصعيد الأخير بالغوطة ودخول قوافل الأمم المتحدة، على الغالب ما هو إلا ذر الرمال في العيون، لكن المؤكد بأن الاتفاق الأخير قد خلط الأوراق في الغوطة الشرقية.
أما في عرسال فما هي إلا عملية مخططة بشكل جيد لجر لبنان ليكون جزء من محور المقاومة والممانعة المزعومة، لكن المؤكد بأن التركيبة الداخلية للبنان سوف تجعله يتوجه نحو اتخاذ سياسة الحذر هدفا له، لأن حزب الله يعمل جاهدا ليكون لبنان تابعا لإيران، والإدارة الأمريكية تدرك تماما ماذا يعني حزب الله وقد ظهر ذلك واضحا بتصريحات ترامب الأخيرة بعد لقاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في الوقت ذاته قال بأن إدارته ليست مستعدة للتغطية على ما ترتكبه إيران وميليشياتها المذهبية في المنطقة من أجل حماية المفاوضات في شأن ملفّها النووي، على غرار ما فعل باراك أوباما.
على الغالب السياسة الأمريكية المعادية لإيران وأداته النظام السوري ستجد ترجمة على الأرض في الأشهر القريبة ما يجعل من الحلول السياسية التي تعد في المطابخ الغربية جاهزة للتنفيذ، وتجنيب لبنان كوارث إلحاقه بإيران.
كلمة العدد
أكرم الأحمد
=================================