نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، غارد كابلان، المعلومات التي ترددت بشأن وجود مشاورات أميركية روسية لوضع “مبادئ دستورية” جديدة في سوريا، على خلاف ما تنص خريطة طريق منبثقة عن قرار مجلس الأمن 2254.
ورد كابلان على تقارير صحفية زعمت أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، ناقشا إعلان “مبادئ دستورية” قبل تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وهو البند الذي يعد أحد أبرز العقد في مفاوضات جنيف.
ولابد من الإشارة إلى أن خريطة الطريق التي تتبعها الأمم المتحدة في المفاوضات تنص على انتقال سياسي خلال 6 أشهر، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، من دون أن تتطرق إلى مستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد.
ومع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، عرض الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، على وفد الهيئة العليا للمفاوضات فكرة الوفد الحكومي التي تنص على بقاء الأسد بصلاحيات محدود مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة.
إلا أن المعارضة رفضت الاقتراح بالمطلق، وقال رئيس وفد المعارضة السورية، أسعد الزعبي، إن الحكومة السورية تبعث رسالة قوية مفادها أنها لا تريد التفاوض للتوصل لاتفاق سلام في جنيف، وأنها تسعى لحل عسكري بعد شن هجوم على حلب.
وقال الزعبي “تعلمون ما قام به النظام اليوم من هجوم باغت كعادته قبل كل جولة مفاوضات، عودنا دوما النظام على إرسال رسالة قوية أنه لا يريد حلا سياسيا وإنما يريد الحل العسكري الذي يؤدي بسوريا بكاملها إلى الدمار والهلاك”.
والتعديلات التي قدمتها الحكومة لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا في وقت سابق الجمعة بشأن المبادئ الأساسية التي طرحت في الجولة السابقة من المحادثات، تظهر، وفق الزعبي، أن دمشق ليست جادة بشأن الحل السياسي وأنها منفصلة عن الواقع.
وبالتزامن مع اللقاءات المنفصلة التي عقدها دي ميستورا الجمعة مع وفدي دمشق والمعارضة، طلب كيري من لافروف ممارسة ضغوط على الحكومة السورية لحملها على احترام وقف إطلاق النار الساري في سوريا منذ نهاية فبراير ولكن المهدد بفعل المعارك.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري قال لنظيره الروسي، في اتصال هاتفي، “تتوقع الولايات المتحدة من روسيا دعوة النظام للالتزام بوقف (الأعمال القتالية)”، وأعرب عن قلق واشنطن من تقارير ذات مصداقية عن انتهاكات في حلب ومحيطها.
يشار إلى أن مباحثات جنيف تعقد في وقت أجبرت المعارك العنيفة في محافظة حلب في شمال سوريا، “أكثر من 30 ألف مدني من مدينة حلب على الخروج من منازلهم.. ليصلوا للحدود التركية”، حسب ما كان قد أكد رئيس وفد المعارضة السورية.
سكاي نيوز عربية