سقط البشير وظل نظامه, سقط البشير ولحق بمن سبقه من الطغاة، وبقي فرعون العصر ودكتاتورها، جاثما على صدر السوريين التواقين للحرية والعتق من عقود الظلم والفساد، قاتل المليون ومهجر العشرة ملايين ، ومغتصب الحقوق ، ومحارب العقول.
البشير ليس الوحيد من حكام العرب الذين سقطوا كما تسقط البعرة من البعير، تأخر خلعه من الحكم لكن الخلع كان حتميا، والشعرة التي قصمت ظهره زيارته لقاتل سوريا وجزارها، لتكون نهايته البائسة على يد زملاء انتقاهم بعناية لبناء نظامه واديولوجيته الفاشلة واستعان بهم لكمّ الأفواه وإرهاب المدنيين، أصابه البشير خرف السلطة وجنون العظمة الذي أصاب من قبله ويعاني منه بشار الأسد الآن، فقبل أيام صوت البشير يجلجل بالجمل المعهودة والتي كررها من سبقه من الطغاة، محبوب الملايين، يحارب العالم، مؤامرة خارجية، ويحارب لأجل الوطن، حاول كما غيره أن يعزف لحنا ً ساذجاً لم يعد يطرب أحدا ولا يقنع طفل صغير، كرر العبارات المشهورة بوصف الثائرين ضده بأنهم خونة ومجموعة من المرتزقة، بسذاجة الأغبياء كررها ومازال يكررها بشار وبقي القذافي حتى الرمق الأخير يردد كلمات كشفت ضحالته وضعف إدارته .. جرذان … مخدورون .. مرسلون من خارج الحدود لإضعاف انتصاراته الكبيرة والإنجازات التي حققها، طغيانهم جعلهم لايعرفون غير هذه الجمل الفارغة من أي مضمون والعاجزة عن الوصول لأبعد من أنوفهم
ستحمل الأيام القادمة التغيير للسودان، فالأنظمة التي تعاني من الشيخوخة وتحمل أفكار العصر السابق ، ومازالت تعيش في برجها العاجي بعيدة عن القاعدة الشعبية ، ستكون المحرك للشعوب قادرة على الانتفاض ورفض الذل، فقد تحمل البشير أسباب الانهيار الاقتصادي في بلد يوصف بالأغنى بموارده الطبيعية ، فالنظام العقائدي للبشير أوصل البلاد إلى الهاوية، وأفقر الشعب، الذي لم يهنأ بالسلام, و خاض حروباً داميةً هدفها الحفاظ على سلطة البشير الذي تحالف مع دكتاتوريات العالم لقمع شعبه وتقسيم السودان لقسميين ، أسس مجموعة عصابات ونظمها وربطها به لتحارب المطالبين بالتحرر وقمعهم ، فعل كما فعل غيره من حكام العرب, قاتل الشعب وسجن المعارضين أضعف العلم والثقافة وسيطر على مؤسسات الإعلام وسن القوانين والدساتير التي تصب في مصلحته.
سقط البشير غير أن الجزء الأكبر من آليات نظامه باقية والأمل بخيارات ديمقراطية لحكم السودان وتجنيب البلاد صراعات دموية كبير، فعدم وجود بديل سياسي سيسمح لبقاء الجيش في الواجهة لفترة طويلة ، ومن المؤكد بأن الفترة الانتقالية ستطول وقد تنتهي بوصول بديل مدني لن يكون أفضل بكثير مما سبقه بسبب تبعات السنوات المظلمة التي مرت بها البلاد
المؤكد بأن السودانيين خطو خطوة كبيرة باتجاه التغيير الذي سيطول لكنهم انطلقوا وحراكهم السلمي يرسخ لهم مبادئ للحرية والعدالة المنتظرة.
أكرم الأحمد كلمة العدد