للمرة الرابعة منذ حصار غزة، يواصل أسطول الحرية محاولاته كسر الحصار الظالم على القطاع وشعبه. وبالرغم من المصاعب التقنية التي تواجه مراكب الإبحار، كما حدث مع “أمل” مؤخراً في المياه الإسبانية، يصر القائمون على “أسطول الحرية 4” مواصلة الإبحار نحو شواطئ غزة.
ولليوم السادس على التوالي، تواصل سفينة “زيتونة” إبحارها في البحر الأبيض المتوسط باتجاه شواطئ قطاع، وسط تغطية إعلامية ودعم من رؤساء بلديات وشخصيات نسوية في عدد من الدول الأوروبية.
وكانت السفينة قد رست قبل أيام في ميناء “ميسينا” في جزيرة صقلية الإيطالية، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه شواطئ غزة، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها، والتي كان آخرها تعرضها لخلل في أحد أشرعتها، إلا أنه تم إصلاحه.
وأبدت شخصيات معروفة على الصعيد الفني تأييدها هذه المبادرة، مثلما فعل مغني الروك روجر واترز حين كتب على تويتر: “احترامنا وإعجابنا غير محدود لزيتونة، تلك خطة شجاعة لإضاءة الأمل. كل التضامن”. وذهبت باتي سميث في الاتجاه ذاته بإعلان التضامن مع أسطول الحرية عبر شريط فيديو “أنا معكن في هذه الخطوة الرمزية”.
من جهته، عبّر رئيس بلدية مسينا في صقلية، رناتو أكرونيتي، عن دعمه المبادرة النسائية لمحاولة كسر الحصار على غزة. وقال في بيان بمناسبة وصول زيتونة إلى ميناء المدينة بأنه “يدعم والصقليين تماماً حق الفلسطينيين كأي شعب يحاول التحرر”.
وتشهد قوافل الحرية لكسر الحصار عن غزة تضامنا اسكندنافيا واسعا، في السويد والدنمارك، إذ تؤكد أنيتا إيسكبيرغ ياكوبسن من حركة غزة حرة، المشاركة في قافلة 2011، بأن اختيار العنصر النسائي هذا العام “يأتي للتركيز على إثارة الانتباه حول واقع المرأة التي لا يسمع صوتها كثيرا من غزة وتوجيه تحية لها”.
وتضيف ياكوبسن: “المرأة الفلسطينية تشكل شرطا أساسيا لعمل ونشاط المجتمع الفلسطيني في الكفاح لأجل حرية غزة ورفع الحصار عنها، وذلك في كل المجالات، فمن النظام التدريسي إلى منظمات المجتمع المدني والعمل السياسي تقوم المرأة الفلسطينية بدور كبير”.
وتزايد صدى التحرك التضامني مع قطاع غزة في الفترة الأخيرة، وعبر عن ذلك بتوقيع 55 عضواً في برلمان الاتحاد الأوروبي على نداء موجه لمسؤولة السياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فريديركا مورغيني، مطالبين بالتنديد بحصار إسرائيل غير الشرعي لقطاع غزة. وطالب أعضاء البرلمان الأوروبي بـ”فتح ممر آمن للقافلة نحو غزة”.
وبالرغم من الخشية من تعرض القافلة لهجوم كما تعرضت له “مرمرة” التركية في مايو/أيار 2010، عندما قتل جنود الاحتلال 13 ناشطا جلهم أتراك، يصر القائمون على أسطول الحرية على المضي في محاولتهم تلك، والتي يعتبرونها “أساسا للفت الانتباه لهذا الحصار الجائر المستمر منذ 2005”.
ووفقاً لما يقوله القائمون على رحلة زيتونة وأمل فإن “تحركات المستوطنين بتسيير قوافل مضادة، ومنها آفي فارشان، المعروفة بعنفها، لن يوقف القافلة عن متابعة إبحارها كما هو مقرر”.
العربي الجديد