أعلنت روسيا أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف اتفق مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا مع مواصلة القتال ضد ما سماها الجماعات الإرهابية.
وبحث لافروف وجاويش أوغلو خلال محادثة هاتفية بينهما تفاصيل الاجتماع حول الوضع في سوريا المزمع عقده في أستانا عاصمة كزاخستان في 233 يناير/كانون الثاني الجاري، بحسب مصدردبلوماسي روسي.
وتابع المصدر “في الوقت الحالي ليس هناك معلومات حول إرجاء اللقاء. وعليه فإن موعد 23 يناير/كانون الثاني لا يزال ساريا”.
وكانت تركيا حذرت مؤخرا من أن الانتهاكات المتكررة للهدنة الهشة السارية في سوريا منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول يمكن أن تهدد هذه المحادثات بين ممثلي النظام والمعارضة.
وذكرت الخارجية الروسية في بيان أن لافروف وجاويش أوغلو تطرقا في المكالمة الهاتفية كذلك إلى قضايا “ملحة” في العلاقات الثنائية بين بلديهما، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، أكد خالد عيسى مسؤول مكتب تمثيل منطقة الإدارة الكردية في شمال سوريا المعروف باسم (مكتب تمثيل روج أفا) في باريس أن الأكراد السوريين ليسوا مدعوين إلى المفاوضات بشأن سوريا أواخر يناير/كانون الثاني الجاري في كزاخستان برعاية روسية تركية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عيسى -وهو من حزب الاتحاد الديمقراطي- القول “لسنا مدعوين إلى أستانا، يبدو أن هناك فيتو على وجودنا”.
والاتحاد الديمقراطي أبرز فصيل كردي في سوريا، لكن أنقرة تعتبره مجموعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني التركي المحظور الذي يخوض حربا ضد تركيا منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وقال عيسى “يبدو أن ممثلي الفصائل المسلحة (المعارضة) وحدهم سيتلقون دعوة للتفاوض مع النظام السوري في أستانا، بلا ممثلين (للمعارضة) السياسية”.
من جهتها، تجتمع هذه المعارضة السياسية الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات الجمعة في الرياض لبحث عملية أستانا، بحسب مصادر دبلوماسية والمعارضة.
وحتى الآن لم يحدد الموعد أو لائحة المدعوين إلى المفاوضات التي يفترض أن تشكل قاعدة لعملية سياسية جديدة تنطلق في فبراير/شباط بجنيف برعاية الأمم المتحدة.
وتابع عيسى مشددا “إذا كانت هناك إرادة لحل سلمي في سوريا فلا يمكن ألا يؤخذ الأكراد في الاعتبار”، وأضاف “آمل ألا نكون غائبين عن حل دولي”.
ومضى المسؤول الكردي السوري إلى القول “لدينا مشروع سياسي ألا وهو الفدرالية الديمقراطية لسوريا برمتها، ونحن مستعدون للتفاوض مع نظام (دمشق) بضمانات دولية”.
وكان أكراد سوريا قد أعلنوا في مارس/آذار الماضي من جانب واحد إنشاء منطقة الإدارة الكردية في المناطق التي يسيطرون عليها بحكم الأمر الواقع شمالي البلاد.
غير أن العملية العسكرية البرية التركية المسماة “درع الفرات” التي بدأت في أغسطس/آب الماضي على طول الحدود مع سوريا قضت على محاولات الأكراد تأمين استمرارية جغرافية لمناطقهم في شمال سوريا.
الجزيرة