تعمد روسيا إلى استثمار الشباب السوري أقصى جنوب سوريا، للزج بهم في ساحات صراع خارج حدود البلاد.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة!!
أفادت صفحة محلية ناشطة في مناطق سيطرة النظام بالأمس، أن مجموعة من 50 شاباً تجمعوا عند دوار الباسل في مدخل مدينة السويداء، واستقلوا حافلة إلى مركز قيادة القوات الروسية في “حميميم”، تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا لحماية المنشآت التي تسيطر عليها القوات الروسية هناك.
وأكد المصدر أن دفعة أخرى من الشباب من محافظة السويداء، توجهت إلى قاعدة “حميميم” أمس الخميس، تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا.
نجحت روسيا في استغلال الأوضاع الاقتصادية المتردية في سوريا وارتفاع نسبة البطالة، لتتمكن من استمالة وتجنيد الشباب لصالحها وصالح حليفها المشير حفتر في ليبيا ضد حكومة الوفاق، في ظل تواطؤ النظام الذي يسهل حصول هؤلاء الشبان على موافقات أمنية للسفر.
تنظر روسيا لشبان السويداء على أنهم مجال استثمار هام، عقب فشلها في دفعهم إلى الخدمة العسكرية لصالح النظام عبر مشروع التسوية والمصالحة التي طرحته أواخر العام الماضي على غرار التسوية القائمة في محافظة درعا، إثر رفض الأهالي القاطع لانخراط أبنائهم في المعارك الطاحنة في سوريا مشترطين خدمتهم داخل المحافظة فقط.
وبعمليات التجنيد للقتال في ليبيا ضربت روسيا عصفورين بحجر واحد؛ أولها حماية مصالحها في ليبيا وثانيها إعادة السيطرة أمنياً على المحافظة التي تديرها الفصائل المحلية من الأهالي بمنأى عن النظام الموجود شكلياً.
ويقدر عدد شبان السويداء الفارين من الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية في صفوف قوات النظام بأكثر من 40 ألفاً.
ويرفض مشايخ ووجهاء المحافظة قتال أبنائهم في ليبيا، فقد نشرت صفحة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ موفق طريف عبر “فيس بوك” في 16 أيلول الفائت، اتصالات جمعت الشيخ و”الإدارة الروسية” لتجنب استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة في السويداء لتجنيد الشباب للقتال في ليبيا.
وتؤكد مصادر محلية أن روسيا تمكنت من استقطاب أكثر من 2000 شاب من السويداء كمرتزقة حتى أواخر العام الماضي، لقاء رواتب تتراوح بين 800 إلى 1500 دولار أمريكي، علاوةً عن تطمينات ووعود بالإعفاء من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في قوات النظام.
غالبية المقاتلين الذين جرى تجنيدهم من المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، فضلاً عن عناصر ميليشيا الدفاع الوطني والشبان العاطلين عن العمل على يد شركة “فاغنر” الروسية الناشطة في الجنوب السوري.
رغم الرواتب المغرية للكثير، يبقى الشباب السوري الخاسر الوحيد الذي يتحمل الكلفة الباهظة للحرب داخل حدود بلادهم وحتى غيرها من الحروب خارجها.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري