تتعرض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرون في ما يطلق عليه “أوبك بلس”، لضغوط من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والهند لزيادة الإمدادات من أجل تهدئة ارتفاع الأسعار التي زادت بنسبة 50% هذا العام.
رفضت أوبك وحلفاؤها “أوبك بلس” (+OPEC) مناشدات أميركية للمنتجين لضخ مزيد من الخام أكثر من المقرر بالفعل، واتفقت على التمسك بخطط لعودة تدريجية للإنتاج الذي توقف بسبب جائحة كورونا.
وهو ما رد عليه الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بأن إدارته لديها سبل للتعامل مع أسعار النفط المرتفعة، حيث تجاوز سعر البرميل 80 دولارا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود للمستهلكين.
وتتعرض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرون في ما يطلق عليه “أوبك بلس”، لضغوط من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والهند لزيادة الإمدادات من أجل تهدئة ارتفاع الأسعار التي زادت بنسبة 50% هذا العام.
فما حكاية منظمة “أوبك” و”أوبك بلس” التي تعد مسؤولة عن توجيه السوق العالمي للنفط الذي يمثل سلعة مؤثرة في حياة المنتجين والمستهلكين على حد سواء ويتوقع مراقبون استمرار الطلب عليه بشكل كبير حتى عام 2050 على الأقل؟
منظمة “أوبك”
“أوبك” اختصار لـ”منظمة الدول المصدرة للنفط”، وتضم حاليا 13 دولة تعتمد على صادراتها النفطية اعتمادا كبيرا لتحقيق مدخولها. وتستهدف الدول الأعضاء في “أوبك” زيادة العائدات من بيع النفط في السوق العالمي.
تاريخ التأسيس: عام 1960.
مكان التأسيس: بغداد.
دول التأسيس: السعودية، وإيران، والعراق، والكويت، وفنزويلا.
مقر المنظمة: فيينا.
العدد الحالي: 13 دولة، منهم 5 مؤسسين بالإضافة إلى الجزائر، وأنغولا، والغابون، وليبيا، ونيجيريا، والإمارات العربية المتحدة، وغينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
العمود الفقري للمنظمة: السعودية.
دول انسحبت: قطر (1970ـ 2019)، والإكوادور (1973ـ 2020).
دول علقت عضويتها: إندونيسيا (1962 ـ 2008 ـ 2016).
طلب عضوية: في أكتوبر/تشرين الأول 2015، تقدم السودان رسميا بطلب انضمام، لكنه لم يصبح عضوا بعد.
شرط العضوية: يتطلب موافقة 3 أرباع الأعضاء الحاليين في المنظمة، بمن فيهم جميع المؤسسين الخمسة.
دول بدرجة “مراقب”: منذ الثمانينيات، يحضر ممثلون من مصر والمكسيك والنرويج وعُمان وروسيا وبلدان أخرى مصدرة للنفط الكثير من اجتماعات أوبك كمراقبين لتنسيق السياسات.
اللغة الرسمية: الإنجليزية.
معدل الإنتاج اليومي: نحو 25 مليون برميل وفق إحصاءات ديسمبر/كانون الأول 2020، من إجمالي إنتاج عالمي يقدر بنحو 95 مليون برميل يوميا.
نسبة إنتاج المنظمة من الإنتاج العالمي: نحو 40%.
الاحتياطي: حوالي 1.227 تريليون برميل أي نحو 79% من احتياطيات النفط الخام المؤكدة في العالم المقدرة نهاية 2019 بنحو 1.55 تريليون برميل.
المهام المعلنة: تنسيق وتوحيد سياسات النفط للبلدان الأعضاء وضمان استقرار أسواق النفط، من أجل تأمين إمداد فعال، واقتصاد منتظم من النفط للعملاء، ودخل مستقر للمنتجين، وعائد عادل لرأس مال المستثمرين في صناعة النفط.
اجتماعات أوبك العادية: تعقد مرتين في السنة.
مكان الانعقاد: مقر المنظمة في فيينا.
النصاب القانوني: حضور ثلثي الأعضاء على الأقل، ويجوز للدول الأخرى المراقبة حضور الاجتماعات، إلا أنها لا تملك حق التصويت.
القرارات: بإجماع الدول الأعضاء الـ13.
هدف الاجتماع: تحديد حصص إنتاج النفط لكل من الدول الأعضاء.
الاجتماعات الاستثنائية: تعقد خارج الجدول نصف السنوي لمناقشة مسائل طارئة.
سريان القرارات: بعد 30 يوما من اتخاذها (باستثناء ما إذا تم الاتفاق على تاريخ آخر، أو استخدام حق النقض من قبل أحد الأعضاء قبل تنفيذ القرار).
نشر تقارير السوق النفطي: شهري وسنوي، فضلا عن تقرير سنوي لتوقعات النفط العالمية، والذي يعمل على تقييم توقعات النفط على المدى الطويل.
أسعار النفط: في حال افترضنا ثبات معدل الطلب، فإن الأسعار ترتفع إذا خفضت أوبك حصص الإنتاج والعكس صحيح مع وجود استثناءات بفعل الأزمات العالمية.
تحالف “أوبك بلس” (+OPEC)
هو تجمع يضم أعضاء أوبك الـ13 مع 10 بلدان أخرى مصدرة للنفط، وهي روسيا، وأذربيجان، والبحرين، وبروناي، وماليزيا، وكذلك كازاخستان، والمكسيك، وعُمان، والسودان، وجنوب السودان.
العمود الفقري للمنظمة: السعودية وروسيا.
الهدف: خفض إنتاج البترول لتحسين أسعار النفط في الأسواق.
تاريخ الإعلان: 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
المكان: العاصمة النمساوية فيينا.
معدل الخفض: نحو 1.2 مليون برميل يوميا.
حصة السعودية (أكبر منتج للنفط) من الخفض: 500 ألف برميل يوميا.
حصة روسيا من الخفض: 230 ألف برميل يوميا.
تاريخ سريان الاتفاق: حتى مارس/آذار 2020.
– اجتماع 5 مارس/آذار 2020: باستثناء روسيا، وافقت 22 دولة (أوبك بلس) على مقترح السعودية بزيادة خفض الإنتاج، ما أدى إلى فشل الاجتماع.
اجتماع “الاثنين الأسود”
– اجتماع 9 مارس/آذار 2020 أو ما يعرف بـ”الاثنين الأسود”: انعكاسات سلبية على أسعار الأسهم العالمية وحرب أسعار نفطية بين السعودية وروسيا أحدثت انهيارات كبيرة في أسعار البترول.
– اجتماع 9 أبريل/نيسان 2020: ضم دول أوبك بلس ودولا أخرى مصدرة للبترول، بهدف التوصل إلى اتفاق عادل لإعادة التوازن لأسواق النفط.
مكان الاجتماع: افتراضي عبر الفيديو (كونفرانس) ولم يكتمل الاتفاق.
– 12 أبريل/نيسان 2020: إتمام الاتفاق بعد تكفل الولايات المتحدة بحصة المكسيك (300 ألف برميل) التي اعترضت على خفضها.
– أبريل/نيسان 2020: تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ.
– مطلع مايو/أيار 2020: بدء تطبيق الاتفاق بين دول تحالف “أوبك بلس” على خفض الإنتاج بواقع 9.7 ملايين برميل يوميا لشهرين (مايو/أيار ويونيو/حزيران)، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميا بدءا من يوليو/تموز حتى نهاية 2020، ثم إلى 6 ملايين برميل بدءا من مطلع 2021 حتى أبريل/نيسان 2022.
– استثناءات: 3 دول أعضاء في تحالف “أوبك بلس” تم استثناؤها من التخفيض بسبب الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها، وهي فنزويلا وإيران الخاضعتان لعقوبات اقتصادية أميركية، وكذلك ليبيا التي شهدت نزاعا لفترة طويلة.
– معاملة تفضيلية: السماح لروسيا وكازاخستان مع بداية 2022 بزيادة هامش إنتاجهما لتلبية استهلاكهما المحلي.
– دول معفاة من الخفض: المكسيك، لكنها لا تستطيع زيادة الإنتاج وفق ما تشاء.
– الدول غير الأعضاء في “أوبك بلس”: لها الحرية في إقرار مستوى إنتاجها، مثل الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم، والبرازيل والنرويج أيضا.
– اجتماعات الأول والثاني والخامس من يوليو/تموز 2021: فشلت بسبب خلافات سعودية إماراتية، فبينما تؤيّد السعودية وروسيا تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر/كانون الأول 2022 رفضت الإمارات ذلك، مطالبة بمناقشة زيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل/نيسان 2022.
ـ 1 سبتمبر/أيلول 2021: اتفقت “أوبك بلس” على مواصلة زيادة الإمدادات بنحو 400 ألف برميل يوميا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021 رغم استمرار الضغوط الأميركية لزيادة الإنتاج بسرعة أكبر.
ـ 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021: قال تحالف “أوبك بلس”، إنه سيلتزم بالاتفاق القائم بشأن الزيادة التدريجية في إنتاج النفط بنحو 400 ألف برميل إضافية يوميا إلى السوق كل شهر حتى أبريل/نيسان 2022 على الأقل، للتخلص تدريجيا من تخفيضات تبلغ 5.8 ملايين برميل يوميا، مما دفع أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في 3 سنوات (81 دولارا للبرميل).
ـ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021: عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين في روما، عن أسفه لأن “امتناع روسيا والسعودية والمنتجين الكبار الآخرين عن ضخ مزيد من النفط (…) ليس أمرا عادلا”، مستهدفا بذلك بشكل مباشر تحالف “أوبك بلس”.
ـ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: اتفقت أوبك بلس في اجتماع لها على الإبقاء على زيادة تدريجية في الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل.
أسعار النفط تاريخيا.. صعود وهبوط
1930: مثّل اكتشاف النفط شرق تكساس أحد أبرز النقاط في تلك الفترة نظرا لأنه ساعد في خلق وفرة نفطية تزامنت مع الكساد الكبير الذي تسبب تبعا لذلك بانخفاض الأسعار من 1.19 دولار سنة 1930 إلى 0.65 دولار سنة 1931.
ـ عام 1973: إثر تداعيات حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين مصر وإسرائيل، ارتفع سعر البرميل من قرابة 3.6 دولارات إلى 12 دولارا للبرميل عام 1974، وتقلب بين 12.5 و14 دولارا للبرميل، خلال الفترة 1974-1978، مع إنتاج أوبك نحو 30 مليون برميل يوميا.
ـ عام 1979: تسببت الثورة الإسلامية في إيران في استمرار الاتجاه التصاعدي للأسعار عند 25 دولارا للبرميل.
ـ صيف عام 1980: اندلعت حرب بين العراق وإيران دامت 8 سنوات، وتسببت مجددا في زيادات بالأسعار وصل إلى أعلى مستوى بـ35 دولارا للبرميل عام 1981.
ـ خلال الفترة من 1982 إلى 1985: انخفضت أسعار النفط بشكل كبير بسبب سوء إدارة العرض في أوبك، وجشع أعضائها حيث هبطت الأسعار إلى 31 دولارا للبرميل عام 1982، واستمرت في الهبوط إلى 29 دولارا في عام 1983، و28 دولارا في عام 1984، و26 دولارا في عام 1985، ووصلت الأسعار إلى أدنى مستوى لها نهاية عام 1986 عند 10 دولارات للبرميل.
ـ 2 أغسطس/آب 1990: أدى الغزو العراقي للكويت إلى ارتفاع في الأسعار إلى 23 دولارا للبرميل.
ـ عام 1997: قادت الأزمة المالية الآسيوية الأسواق إلى التهاوي، وهبوط سعر برنت ليصل إلى الحضيض عند أقل من 10 دولارات، ـ مع مطلع القرن الـ21 عادت الأسعار لتستقر عند نحو 27 دولارا للبرميل، بعد غزو العراق والأزمة المالية.
ـ عام 2003: شهدت الفترة التي أعقبت غزو العراق زيادة غير مسبوقة في الطلب تقودها الاقتصادات الناشئة، وعلى رأسها الصين والهند، ما أدى إلى زيادة في الأسعار التي وصلت إلى مستوى تاريخي عند 147 دولارا في صيف عام 2008.
ـ نهاية عام 2008: مع بداية الأزمة المالية العالمية هبطت الأسعار إلى أقل من 40 دولارا، ما دفع دول “أوبك” لخفض الإنتاج لتعود أسعار النفط الخام إلى العتبة السابقة عند 100 دولار للبرميل.
ـ يوليو/تموز 2014: بداية هبوط تدريجي في أسعار النفط حيث وصلت إلى 53 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى حينها منذ أبريل/نيسان 2009.
ـ الربع الأول من 2015: بدأت الأسعار تعاود صعودها إلى متوسط 65 دولارا للبرميل.
ـ نهاية 2015: 30 دولارا للبرميل.
ـ مطلع 2016: 27 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ 12 عاما.
ـ النصف الأول من 2016: 38 دولارا للبرميل.
ـ عام 2017: 61 دولارا للبرميل.
ـ عام 2019: 66 دولارا للبرميل.
ـ عام 2020: 65 دولارا للبرميل.
2020: بعد فشل “أوبك بلس” في التوصل إلى اتفاق تعميق خفض إنتاج النفط وانسحاب روسيا من التحالف تأرجحت الأسعار بين 32.5 دولارا و37.63 دولارا للبرميل.
ـ 27 سبتمبر/أيلول 2021: صعدت أسعار النفط صوب 80 دولارا بالنسبة لخام برنت، للمرة الأولى منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وسط زيادة الطلب على الخام من جانب أسواق أوروبا، التي تشهد زيادات حادة في أسعار الغاز الطبيعي.
ـ تؤشر أسعار النفط الصادرة إلى تزايد استهلاك الخام في عديد من الأسواق الرئيسة بالعالم، والسحب من مخزوناتها الاحتياطية، وسط توقعات باستمرار الأسعار في الصعود بالربع الأخير من عام 2021.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
نقلا عن: الجزيرة