قال مدير مؤسسة نقل الكهرباء في حكومة النظام السوري “مصطفى شيخاني”، إن المؤسسة عدلت برنامج تقنين الكهرباء، رافعة ساعات التقنين الكهربائي من 12 إلى 16 ساعة يوميا في العاصمة دمشق، وذلك بسبب ارتفاع استهلاك الكهرباء نتيجة موجة البرد الحالية، وللاستخدام المفرط لمدافئ الكهرباء، وانخفاض كميات الغاز الواردة لمحطات التوليد.
وأشار مسؤولو النظام السوري إلى تعرض خطوط التوتر العالي في منطقة جرود القلمون بريف دمشق، والتي تنقل الكهرباء للعاصمة دمشق ومحافظات المنطقة الجنوبية من محطات توليد الطاقة الكهربائية المتواجدة في المنطقة الوسطى، لأعطال فنية طارئة نتيجة الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة، الأمر الذي نتج عنه انخفاض كمية الكهرباء المنقولة عبرها، مما تسبب في زيادة كبيرة لساعات التقنين في مختلف المناطق، معتبرين هذه الأعطال طبيعية تكرر غالبا في فصل الشتاء.
وزير الكهرباء في حكومة “وائل الحلقي” تحدث بدوره عن الأسباب الرئيسية والمباشرة الكامنة وراء ازدياد ساعات تقنين الكهرباء في العاصمة دمشق والمنطقة الجنوبية من البلاد، وأرجع غياب الطاقة الكهربائية لساعات طويلة إلى استخدام الكهرباء لأغراض التدفئة، وكذلك للأجواء الباردة.
في حين أكدت مصادر ميدانية تابعة للمعارضة السورية وقوف الطائرات الحربية الإسرائيلية وراء غياب الكهرباء عن دمشق بعد هجمات جوية نفذتها على نقاط عسكرية تابعة لـ “حزب الله” اللبناني في ريف دمشق، ونقاط عسكرية تابعة للنظام السوري، الأمر الذي أدى إلى تضرر خطوط التوتر العالي، مشيرة إلى تعمد النظام السوري إخفاء حقيقة ارتفاع عدد ساعات التقنين في دمشق حتى لا يدخل في حرج أمام الطيف الموالي له.
ونفى تجمع “شرق دمشق” الإعلامي رواية النظام السوري حول انقطاع الكهرباء بشكل كبير عن دمشق وريفها، وأكد أن ازدياد ساعات الانقطاع جاء نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي قبل أيام على مواقع تابعة للنظام السوري في ريف دمشق، مما أدى بحسب المصدر إلى تضرر خطوط التوتر العالي الواقعة ضمن منطقتي “القطيفة وعدرا” بريف دمشق، وبالتالي غياب الطاقة الكهربائية عن العاصمة دمشق والمنطقة الجنوبية.
الناشط الإعلامي أبو كاسم الميداني قال لـ “عربي21” خلال اتصال خاص معه، إن “عدد الغارات الجوية المنفذة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي هي أربع غارات بصواريخ موجهة، استهدفت عدة نقاط عسكرية للنظام وحزب والله في محيط بلدات رأس العين، الجبة، وعسال الورد في جرود القلمون بريف دمشق”، مشيرا إلى أن القصف الذي حصل قبله بساعات استهدف مواقعا للنظام السوري في بلدة “عدرا العمالية” والتي أسفرت عن قتلى وجرحى بين قوات النظام.
إلا أن إعلام النظام السوري لم يعقب أو يندد بالغارات الجوية الإسرائيلية التي هاجمت مواقعه، ليكتفي مسؤولو حكومة الأسد بالحديث عن وقوف أزمة البرد وراء الغياب الكبير للكهرباء عن العاصمة والمنطقة الجنوبية، وكذلك الحديث عن “تنسيق ومتابعة” مع وزارة النفط والثروة المعدنية لإصلاح خطوط الغاز وتأمين كمية كافية من الفيول اللازمين لتشغيل محطات توليد الكهرباء، وتأمين التغذية الكهربائية بشكل مقبول، إضافة إلى تشكيل “خلية عمل” ضمت، بحسب حكومة النظام، معنيين بالوزارة وبرئاسة وزير الكهرباء لإدارة واقع الشبكة الكهربائية ومتابعة أعمال الإصلاح.
وفي سياق متصل، يذكر أن العديد من المناطق والبلدات في ريف دمشق غابت عنها الكهرباء منذ سنوات رغم تماسها المباشر مع العاصمة كالغوطتين الشرقية والغربية والريف الجنوبي، وذلك جراء قصف مراكز توليد الطاقة الكهربائية من قبل مدفعية النظام السوري وسلاحه الجوي، وإخراجها عن العمل كونها خارج منطقة سيطرة القوات النظامية.
عربي 21