أشاد الداعية الهندي البارز، الشيخ “سلمان الندوي”، بموقف الشعب التركي ضد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/ تموز الماضي، واصفًا منظمة “الكيان الموازي” الإرهابية وزعيمها “فتح الله غولن”، بأنهم “منافقون وجواسيس يعملون لصالح أعداء تركيا”.
جاء ذلك في حديث للأناضول على هامش زيارته مدينة “قونية” التركية وسط البلاد، للمشاركة في اجتماع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي شارك فيه 63 عالمًا من 25 بلدًا، خلال الفترة ما بين 3 – 5 أغسطس/ آب الجاري.
وقال “الندوي” إن :جماعة فتح الله غولن لا تمثل الدين الإسلامي”، مضيفاً “قد يكون هنالك أشخاص مخدوعين بداخلها، لكن زعيمها وكبار مسؤوليها منافقون، ويتجسسون على تركيا لصالح أعدائها، ومحاولة الانقلاب كانت بمثابة دليل على ذلك”.
ووصف الداعية الإسلامي تلك المحاولة بأنها “مؤامرة خائنة مخطط لها لاستهداف تركيا”، مشيرًا إلى أنهم استغربوا كثيرًا ليلة وقوعها، وتابعوا كل المستجدات التي حدثت في تركيا عبر شاشات التلفاز.
وأكد “الندوي” أن القائمين على محاولة الانقلاب “كانوا يخططون لاحتلال تركيا، وسرقة الاستقلال من يد الشعب الحرّ”، لافتًا إلى أن “الأخير أبدى مقاومة تاريخية بخروجه إلى الشوارع، ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، دفاعًا عن الشرعية”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
الأناضول