الكهرباء هي أكبر مشكلة قد يواجهها بلد يعاني من الحرب فالضحية الأولى للحروب هي البنية التحتية التي تدمر اقتصاد تلك الدول، في إدلب المحافظة التي شقت عصا الطاعة و تحررت بشكل كامل دون غيرها من محافظات سوريا، و كعقاب جماعي قام النظام بقطع الكهرباء بشكل كامل عن المحافظة منذ ما يزيد عن ست سنوات.
هنا بدأ الناس بالبحث عن بدائل تعوضهم عن الكهرباء الحكومية الرخيصة والمجانية، فظهرت فكرة المولدات الضخمة و ظهر نظام الأمبيرات حيث أن المولدة الضخمة المعتمدة على وقود الديزل، تستطيع إمداد حي كامل بالكهرباء و ذلك لقاء اشتراك شهري يدفعه المستفيد ولكن هذه الطريقة لها سلبيات كثيرة ومنها قلة ساعات التغذية الكهربائية وارتفاع أسعار الديزل.
التقينا مع “عبد القادر سرحان” صاحب مولدة عاملة في مدينة إدلب حدثنا فيه عن نشوء الفكرة وعن أهميتها للناس ومدى التعويض الذي قدمته لهم وخصوصا مع فقدان الكهرباء حيث قال ” ظهرت الفكرة عام ٢٠١٥ تقريبا بعد تحرر مدينة إدلب وحاجة الناس للكهرباء فتم استيراد مولدات ضخمة من تركيا وتشغيلها لعدد محدد من الساعات ومنذ ذلك الوقت والاعتماد الكلي في توليد الكهرباء أصبح على المولدات “.
ولا يخفى على أحد أن الأوضاع الاقتصادية في المناطق الشمالية من سوريا في قمة التدهور بسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ثم التحول للتعامل بالليرة التركية وانهيارها هي الأخرى، و بسبب الحصار والحرب التي يشنها نظام الأسد ، وهذا ما يجعل الكثير من العائلات تفكر بترك الاشتراك بالمولدات الضخمة والتوجه إلى طرق أكثر رخصا وفاعلية وعن ذلك يحدثنا المواطن “عبد الحميد شيخ علي” وهو نازح من بلدة سراقب يقول “كنت مشتركا ب ٢ أمبير وبعد فترة ارتفع سعر الاشتراك الى الضعف فاضطررت لإلغاء الاشتراك والتوجه إلى شراء ألواح الطاقة وتركيب منظومة منزلية ثابتة “.
وقد لوحظ توجه عدد كبير من سكان المناطق المحررة في شمال سوريا إلى تركيب منظومات للطاقة الشمسية والدليل على ذلك انتشار عشرات بل مئات المحال التجارية التي تبيع هذه المنظومة ومعظمها مستوردة من تركيا لما لها من ميزات الديمومة والرخص وعن ذلك يحدثنا “محمد دسوقي” صاحب إحدى محلات بيع وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية.
حيث قال ” لاحظنا ارتفاع نسب الإقبال على شراء أنظمة الطاقة الشمسية بعد ارتفاع أسعار الأمبيرات ، وهي أمر مرجح لرخصها وديمومتها “.
تبقى كل تلك الحلول أمور جزيئية لها إيجابياتها وسلبياتها و لا تعوض المواطنين عن الكهرباء النظامية ولكن هي فقط وسيلة لاستمرار الحياة حتى تتغير الظروف وتحسنها للأفضل مع أمل انتهاء الحرب.
بقلم : ضياء عسود