الرصد السياسي ليوم السبت ( 2 / 1 / 2016)
قال دبلوماسيون إن ستافان دي ميستورا، ثالث مبعوث للأمم المتحدة يتولى مسؤولية إنهاء الحرب الأهلية التي قتل فيها ما يربو على 250 ألف شخص وشردت الملايين، أخذ زمام المبادرة حين طرح الأبعاد المحتملة لوقف إطلاق النار.
وعبر دي ميستورا عن أمله في أن يفتتح محادثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وجماعات المعارضة في جنيف يوم 25 كانون الثاني/ يناير.
وستركز تلك المحادثات على محاولة دفع الجانبين للاتفاق على عملية انتقال سياسي لسوريا.
وتجري محادثات منفصلة تتناول شكل وقف إطلاق النار.
ومن المرجح فيما يبدو أنه سيكون هناك اتفاق سريع على بعض المبادئ الإطارية مثل الاعتراف بوحدة الأراضي السورية، لكن ستظل مسائل أخرى عبئا قائما ومنها المطالبة بانسحاب “المقاتلين الأجانب الموجودين بشكل غير قانوني في سوريا”.
وقد تتيح تلك الصياغة للأسد المجادلة بأن المقاتلين الإيرانيين والروس والعناصر الشيعية العراقية وغيرهم ممن يدعمونه جاؤوا إلى سوريا بدعوة منه، ومن ثم، فإن وجودهم قانوني، وهو موقف ستقاومه بالتأكيد جماعات المعارضة والفصائل المسلحة
خطط الأمم المتحدة تدعو لتحديد الإرهاب في سوريا
ان خطة الأمم المتحدة الرامية إلى وقف الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو خمس سنوات في سوريا، تدعوإلى تحديد الجماعات المتشددة التي ربما يستدعي الأمر محاربتها حتى وإن تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إنها واحدة من أصعب القضايا التي تثقل كاهل الدبلوماسيين الذين يحاولون إنهاء الصراع.
وتشمل مسودة وثيقة للأمم المتحدة ثمانية “مبادئ إطارية” تلتزم بها كل الدول وجماعات المعارضة المسلحة التي ستوقع على اتفاق وقف إطلاق النار، وتطرح الخطة أيضا قضايا لم يجر التفاوض عليها بعد، ومنها تحديد “المنظمات الإرهابية المسموح بقتالها”.
وأكد دبلوماسيان اشترطا عدم نشر اسميهما مصداقية الوثيقة، وشددا على أنها مجرد مسودة -أعدتها في الأصل الأمم المتحدة- وقالا إنه طرأت عليها تعديلات عدة على أيدي دبلوماسيين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وآخرين.
وفكرة وقف إطلاق النار التي أيدها مجلس الأمن الدولي يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر بطلب من قوى دولية وإقليمية كبرى من بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، سوف تستبعد جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
ويقول دبلوماسيون، إن النتيجة قد تكون وقفا فوضويا وجزئيا لإطلاق النار توقف بموجبه الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة المعتدلة القتال فيما بينها، لكنها تواصل قتال متشددي تنظيم الدولة والجماعات الأخرى الموصوفة بالإرهاب.
ويرى دبلوماسيون ومحللون أن تبعثر مقاتلي جبهة النصرة في شمال سوريا بدلا من تركزهم في مكان واحد يفتح الباب أمام احتمال إلحاق ضرر بالمدنيين لدى شن هجمات على الجبهة، كما قد يضر بالجماعات التي ستوقع على اتفاق وقف إطلاق النار المزمع.
وأسندت إلى حكومة الأردن مهمة تحديد الجماعات التي ستبقى عرضة للهجوم في أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي مؤشر واضح على صعوبة المهمة، وافقت جماعة “جيش الإسلام” على المشاركة في محادثات السلام، لكن زعيمها زهران علوش قتل، الجمعة الماضية، في غارة جوية تقول مصادر بالمعارضة إن طائرات روسية نفذتها.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مقتل علوش زاد من تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية، وأشارت إلى أن وزير الخارجية جون كيري أثار تلك المسألة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في محادثة هاتفية، الاثنين.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: حققنا إنجازا بسوريا في 2015
قال مارك تونر، نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الجهود الدولية حققت إنجازا فيما يتعلق بملف الحرب السورية يتمثل بوجود عملية سياسية تتبلور في الوقت الحالي وقد تؤدي إلى وقف لإطلاق النار.
جاء ذلك في مقابلة لتونر مع هالة غوراني لـCNN، حيث قال: “لنكن واضحين، تمكنا من تحقيق مكاسب كبيرة فيما يتعلق بالتحول السياسي في سوريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، حيث لدينا الآن توافق في مجلس الأمن على العملية السياسية ولدينا أيضا معارضة سورية تم تقديمها في هذه العملية.”
وتابع قائلا: “ما نراه يمثل إنجازا الآن هو وجود عملية سياسية تتبلور ويمكنها أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار عبر القنوات السياسية باعتبار أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة.”
وحول تصريحات رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي بأن العام 2016 سيشهد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” قال تونر: “لا أفضل وضع إطار زمني حول موعد انتهاء هذه المعركة ولكنني نضع ضغوطا هائلة من خلال العمليات الجوية التي تهدف إلى تعزيز ودعم العمليات على الأرض”.
الائتلاف يطالب بتحرك دولي لإنقاذ معضمية الشام
دعا الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي إلى التحرك لإنقاذ مدينة معضمية الشام بريف دمشق من عملية إبادة جماعية وشيكة يرتكبها نظام الأسد.
وقال الائتلاف في بيان له: “إن نظام الأسد أرسل تهديدات لسكان معضمية الشام بريف دمشق من أجل إخلاء المدينة وتسليم الثوار سلاحهم، وإلا سيقوم بعملية إبادة جماعية لهم”.
وأوضح البيان الهدف من هذه العملية “من أجل إكمال مشروعه في التهجير القسري والتغيير الديمغرافي لمحيط العاصمة”.
وتابع أن “45 ألف مدني نصفهم من النساء والأطفال في مدينة المعضمية يرزحون تحت حصار خانق منذ عام 2013، من قِبَل قوات الأسد التي تمنع دخول أي مواد غذائية، أو طبية بشكل كامل، كما قامت برفع السواتر الترابية حول المدينة وذلك بالتزامن مع قصفها بالبراميل المتفجرة، والأسلحة الثقيلة في خرق للهدنة الموقعة مع أهالي المدينة برعاية من فريق المبعوث الأممي إلى سورية في دمشق”.
وطالب الائتلاف الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والمبعوث الأممي الخاص بسورية بتحمل مسؤولياتهم، والتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء من هذه المجزرة الوشيكة.
كما دعا مجلس الأمن إلى السعي الجاد والتحرك إلى وقف عدوان قوات الأسد على المدينة ومنعها من تهديدها، وقتل الأبرياء فيها، ووضع حد للهجمات ضد المدنيين، ورفع الحصار المفروض عن المدينة وإفساح المجال لعبور المساعدات الإنسانية.
برلماني إيراني: لا صحة لخفض عدد مستشارينا العسكريين داخل سوريا
نفى علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني صحة الأنباء التي تتحدث عن قيام بلاده بخفض عدد مستشاريها العسكريين داخل سوريا.. لافتا إلى أن تلك الأنباء تهدف إلى تقويض حملة محاربة تنظيم “داعش” في سوريا.
ونقلت قناة (برس تي في) الإيرانية يوم /الجمعة/ عن بروجردي قوله: “إن حربا نفسية بدأت في الوقت الذي انضمت فيه إيران وروسيا للعراق وسوريا من أجل محاربة الإرهاب”.
وأضاف البرلماني الإيراني: “أن هذه الحرب النفسية تنبع من فشل الولايات المتحدة وحلفاءها فيما يدعون أنه الحرب على الإرهاب، في الوقت الذي نجح فيه تحالف الدول الأربع (إيران وروسيا وسوريا والعراق) في تحقيق نجاحات مؤثرة وكبيرة في وقت قصير”.
في السياق نفسه، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان دعم بلاده لسوريا شعبا وحكومة في حربهم ضد “الإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري المظلوم”- على حد زعمه.
وأكد عبداللهيان خلال لقائه بالعاصمة طهران مع مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، أنه “لا يوجد تغير في سياسة إيران حيال دعم الحكومة السورية والحفاظ على وحدة أراضيها”.
وترسل إيران مستشارين عسكريين إلى سوريا لتقديم المساعدة إلى قواتها في حربها ضد الجماعات المسلحة التي تنشط هناك فيما تقوم روسيا بشن غارات عسكرية ضد مواقع تلك الجماعات داخل سوريا منذ 30 من سبتمبر الماضي، بناء على طلب من الحكومة السورية
المركز الصحفي السوري – مريم احمد