تواجه العملية التفاوضية لحل المعضلة السورية التي تنطلق جولتها الثانية في جنيف، الأربعاء إمكانية وأدها، في ظل إصرار النظام على السير قدما في خططه العسكرية خاصة بمحافظة حلب شمالي البلاد.
وذكرت مصادر مطلعة أن النظام أرسل تعزيزات عسكرية كبرى إلى حلب، وشهدت الأيام الماضية قصفا مركزا على عدة أنحاء في المحافظة، من قبل سلاح الجو السوري.
وحذرت فرنسا من أن هجمات الجيش السوري على حلب تُهدد بوقف إطلاق النار في سوريا، كما تهدد مفاوضات السلام.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد بالإجماع في 26 فبراير الماضي، قرارا أميركيا روسيا (2254) حول “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، والسماح بـ “الوصول الإنساني إلى المحاصرين”.
ولا يخفي النظام حرصه على تسريع القيام بعملية عسكرية في حلب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.
ويتكئ النظام بالأساس على إيران التي أعلنت مؤخرا عن إرسالها لقوات خاصة لدعم النظام هناك.
وإدراكا منه للمعضلة الإيرانية توجه الموفد الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى طهران قبل يوم من بدء الجولة الثانية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني أبلغ دي ميستورا خلال لقائه به بأن تصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا مؤخرا قد يضر بمحادثات السلام.
تصريحات عبداللهيان قرأها محللون على أن إيران مصرة على مسلكها الحالي، وأنها تتخذ من ممارسات جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) حجة لمعركة حلب التي يبدو أن عناصرها سيكونون في مقدمة من يخوضها.
وتريد طهران من خلال المعركة المنتظرة والتي نأت روسيا بنفسها عنها، التأكيد أنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه، وأنها قادرة على نسف الجهود الدولية والذهاب حتى النهاية في هذا الملف.
وفي المقابل تبدي قوى المعارضة ومن خلفها القوى العربية الداعمة لها استعدادها المطلق لإنجاح المسار التفاوضي، وكان وفد المعارضة الذي يترأسه أسعد الزعبي من أوائل الواصلين إلى جنيف.
العرب اللندنية