قال البروفيسور الإسرائيلي إيال زيسر، إن فيلم التهديد لداعش باللغة العبرية لم يتم التعاطي معه بجدية في إسرائيل، بالرغم من أنه تبين أن لدى التنظيم قدرات مثبتة، وكل ما هو بحاجة إليه هو فرصة العمل.
وأشار زيسر في مقالة له بصحيفة “إسرائيل اليوم” الأحد، إلى أن إسقاط طائرة الركاب الروسية في سماء سيناء وقتل المسافرين فيها، كان سببا للاحتفال لدى داعش، الذي لا يتوقف عن التفاخر بقتل الصليبيين الروس، ومنهم نساء وأولاد كثيرون كجزء من حملة انتقام بسبب تدخل روسيا في الحرب الأهلية السورية.
ونوه الكاتب إلى أنه يمكن القول إن بوتين لم يتوقع أن تدخله في سوريا سيكلفه ثمنا باهظا كهذا. لكن بوتين وتقديراته ليسا مهمين في هذه اللحظة. فالمهم هو صعود درجة حقيقية في التهديد الذي تشكله ذراع داعش في سيناء تجاه النظام المصري وتجاه السياح وأهداف غربية في سيناء، وتجاه إسرائيل كذلك التي تلقت ضربات في سلسلة عمليات وأحداث خلال السنوات الأخيرة.
واستدرك زيسر بالقول: “منذ كارثة الأبراج في أيلول 2001 وجدت القاعدة وباقي التنظيمات صعوبة في تنفيذ عملية إرهابية مشابهة. وما ساهم في ذلك هو الخطوات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها في أرجاء العالم، لكن أيضا حقيقة فقدان التنظيمات الإرهابية الأماكن الجغرافية التي مكنتها من التخطيط والتدريب وتنفيذ عمليات بهذا الحجم. أفغانستان تحت سيطرة طالبان هي التي شكلت نقطة الانطلاق وأفضلية لوجستية في عملية الأبراج، لكن بعد احتلال أفغانستان من قبل جيش الولايات المتحدة فقد الإرهاب الأساس الجغرافي الذي كان مهما بالنسبة له”.
وأكد أن إنشاء دولة داعش في قلب الشرق الأوسط في أعماق العراق وسوريا والدولارات التي تتدفق على التنظيم تغير صورة التهديد، حيث يقوم داعش بتوجيه شبكة إرهاب متشعبة من أماكن سيطرته. الأمر الذي يركز في الوقت الحالي على العالم العربي وأيضا على الغرب، روسيا وإسرائيل في مرمى الهدف.
وأوضح زيسر أن من أبرز أذرع داعش في سيناء التي يقودها تنظيم أنصار بيت المقدس.. هذا التنظيم قام بعدد من العمليات في السنوات الأخيرة، بعضها كان دمويا، ضد إسرائيل. الدمج بين التنظيم الفعال الذي يسيطر على أجزاء من سيناء ويعتمد على الخدمات التي يقدمها التنظيم الأم من سوريا والعراق، هو دمج قاتل.
وأضاف أنه يمكن الافتراض أن النظام المصري والروسي سيحتاجان في الأيام القادمة إلى التغلب على الأنا بسبب الإهانة التي تعرضوا لها من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين سارعتا إلى الإعلان أن لديهما أدلة تؤكد على أن الطائرة الروسية تحطمت بسبب انفجار؛ لكن في نهاية المطاف ستضطر القاهرة وموسكو إلى الاعتراف بما كان واضحا، أي أن الحديث يدور عن عمل إرهابي. إنهم يخافون في مصر، وبحق، من تضرر السياحة في جنوب سيناء، التي تعود بالدولارات المهمة لمصر. لكنهم سيكتشفون أن من أدخل القنبلة إلى الطائرة وأسقطها يستطيع أن ينفذ عمليات أكثر دقة في مصر نفسها، لذلك فإن من الأفضل أن يعترفوا بالمشكلة ويتعاملوا معها.
وختم بالقول، إن “تقارير بريطانية أشارت إلى تبرعات الأجانب، من بريطانيا، من أجل تجهيز القنبلة التي أسقطت الطائرة في سيناء. لكن السؤال ليس فقط كيف تم تجهيز القنبلة بل كيف تم إدخالها إلى المطار في شرم الشيخ، والأخطر من ذلك إلى بطن طائرة الركاب الروسية. كما في السابق عندما زادت التهريبات إلى قطاع غزة من سيناء قبل خروج مصر في حرب لا هوادة فيها ضد حماس، يتبين اليوم أيضا أنه سيكون دائما هناك شرطة أو رجال أمن غير صالحين للمهمة الملقاة على عاتقهم، والأسوأ من ذلك أنهم مستعدون لإزاحة نظرهم مقابل الأموال”.
وشدد زيسر على أن “المشكلة الفورية” هي مشكلة السلطات بمصر وأيضا مشكلة بوتين. لكن يمكن أن تكون مشكلة المجتمع الدولي ومشكلة بالنسبة لإسرائيل، مؤكدا على ضرورة التعامل مع الموضوع بجدية في إسرائيل وهو ما لم يحصل حتى الآن.
عربي21