حي الوعر هو المعقل الأخير لكتائب الثوار في حمص القديمة، حيث يبلغ عدد سكانه 12ألف نسمة، ويحتوي الحي ما يقارب 7آلاف نازح من مختلف المناطق في حمص وريف دمشق، خرجوا من واقع مر ليجدوا أنفسهم في واقع أكثر مرارة.
يشهد حي الوعر حصاراً خانقاً من قوات النظام منذ عامين، ويشهد الحي المحاصر تصعيداً كبيراً من قبل النظام مما أدى إلى نفاد المواد الغذائية والأدوية في الحي، حيث أفاد الناشط الميداني خالد من سكان الحي” إن النظام يحاصر الحي من كافة الجهات بثكنات عسكرية ضخمة مثل الكلية الحربية والمشفى العسكري، حيث تقوم هذه الثكنات بالقصف اليومي على الحي لمحاولة إسقاط الحي بأيديهم”.
ويشهد الحي بالإضافة إلى الحصار والقصف، عدم سماح قوات النظام للمساعدات الإنسانية القادمة من الأمم المتحدة لمساعدة الأهالي المحاصرين، حيث أفد لنا مدير جمعية إغاثية في الحي” أن النظام لم يسمح للشاحنات الإغاثية بالدخول، وسوف يتوقفوا عن توزيع المواد الإغاثية بسبب نفاذ كافة المدخرات عندهم”، ويضاف أيضاً نفاذ الأدوية بشكل كامل، مما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض التي تهدد الأطفال المتواجدين داخل الحي.
ويعاني الحي اليوم مأساة مروعة مع اقتراب فصل الشتاء، بسبب انعدام مواد التدفئة في الحي، وعدم تواجد حتى أسقف أبنية تقيهم وأطفالهم من أمطار الشتاء والبرد القارص، وتتوقع المنظمات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة حدوث كارثة إنسانية بحق سكان الحي، بسبب انعدام أبسط مستلزمات الحياة، والقصف المتكرر على الحي من قبل قوات النظام.
ويشهد الحي مجازر متكررة من قبل قوات النظام التي استخدمت شتى أنواع الأسلحة لمحاولة اقتحام الحي والسيطرة عليه، ومع التدخل الروسي الأخير في سوريا كان للحي نصيب من الغارات الروسية، حيث ارتكبت القوات الروسية عدد من المجازر بحق سكان الحي المحاصر، حيث كان آخرها قبل أسبوعين مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى.
فيعيش سكان هذا الحي في واقع مرير ومعيشة مزرية، ويناشدون المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري بحقهم، من قصف وتهجير وتجويع.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي