رعب في أوساط أجهزة أمن النظام السوري بحلب بعد سقوط إدلب، واستنفار على حواجز الشبيحة، واعتقالات تعسفية، وتدقيق في الهويات، بحثا عن مطلوبين لخدمة الاحتياط العسكرية، ووسائل إعلام موالية تتحدث عن “خلايا نائمة تخطط لعمليات إرهابية” في المدينة.
تعيش مناطق سيطرة النظام في حلب حالة غليان أمني، يرافقها تشديد عناصر الأمن والشبيحة على الحواجز، وحالات دهم واعتقالات تعسفية في أحياء عدة بحجة وجود خلايا إرهابية نائمة.
ويأتي ذلك بعد أن ظهرت بحي الجميلية -الذي يتوسط المدينة- كتابات ثورية على الجدران مثل: “حلب بعد إدلب”، و”يسقط حزب البعث”، ومنشورات تشجع على عودة الحراك المدني ضد النظام، مع رفع علم الثورة السورية في أحد أطراف الحي، الأمر الذي وصفه ناشطون بالتطور الملفت على مستوى الحراك المدني ضد النظام.
وشهدت حواجز الشبيحة والأمن استنفارا كبيرا، ترافق مع تدقيق في هويات المارة -خاصة الشباب- بحثا عن مطلوبين للخدمة العسكرية.
رعب النظام
وشنّت عناصر أمن النظام حملة دهم واعتقالات واسعة في أحياء حلب الغربية الخاضعة، له شملت الميدان والأعظمية والحمدانية.
وقال الناشط أمين الحلبي إن سقوط مدينة إدلب السريع بيد المعارضة أصاب النظام بحالة من الرعب خشية تكرار السيناريو في حلب، وقد يعيد بريق الحراك الثوري إلى مناطق سيطرة النظام بعد غياب كبير فرضه الحصار الأمني الخانق.
هذا الخوف انعكس على أحياء مناطق النظام، التي تبدو مساء شبه خالية، حيث أكد مصدر أمني للجزيرة نت -رفض الكشف عن اسمه خشية المساءلة- أن قوات النظام اعتقلت بشكل تعسفي أكثر من عشرين شابا في حي الحمدانية (غربي المدينة)، بينما تحدثت وسائل إعلام موالية للنظام عن توقيف خلايا نائمة “كانت تخطط لعمليات إرهابية” في حلب.
إجراءات صارمة
وأشار المصدر إلى أن قوات النظام شنت في الأيام الثلاثة الماضية حملة أمنية كبيرة، رافقتها إقامة حواجز مسلحة جديدة، مؤكدا أن جميع أحياء مناطق سيطرة النظام ستخضع للتفتيش الدقيق، في الوقت الذي استهدفت فيه الحملة حتى الخميس أحياء الأعظمية والميدان والحمدانية وحلب الجديدة، وتم خلالها التأكد من عقود الملكية والإيجار لسكان البيوت.
لكن الناشط أمين الحلبي يرى أن الاعتقالات عبارة عن ردة فعل انتقامية على خسائر النظام في ريف المدينة، وقد لا يكون لمعظم المعتقلين علاقة بالحراك أو السياسة.
وتعيش المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بحلب -التي تشمل عددا من الأحياء الغربية في المدينة- طوقا أمنيا كبيرا منذ بدء المعارك المسلحة مع المعارضة قبل نحو ثلاث سنوات، كما يعيش السكان على وقع أصوات المدافع والطائرات يوميا.
تأمين الخبز
ويشير أبو محمد -موظف حكومي في مناطق النظام- أنه لم يعد يفكر في شيء سوى المحافظة على حياته لتأمين الخبز والطعام لأسرته التي تضم ثلاثة أطفال.
ويقول أبو محمد “القذائف تتساقط في معظم أحياء المدينة وأوضاع الناس تتردى من النواحي كافة وعلى مختلف الأصعدة المالية والصحية والتعليمية، ولا هدف لهم سوى تأمين لقمة العيش”.
وفي ظل الواقع الأمني المعقد، بات آلاف المدرسين بلا مرتبات شهرية بعد مرور تسعة أيام على بداية أبريل/نيسان، حسب تأكيد المدرس أبو ابراهيم للجزيرة نت، حيث أخبره معتمد الرواتب أن هناك مشكلة في الدفع تتعلق بتوقف شبكة الإنترنت عن العمل.
وكان النظام السوري قد راهن منذ بداية الاحتجاجات السلمية على وقوف مدينة حلب وأبنائها “الشرفاء” إلى جانب القيادة والدولة ضد ما أسماها المؤامرة الكونية التي يتعرض لها، قبل أن تلتحق عاصمة الشمال بركب الثورة موجهة ضربة موجعة له.
المصدر : الجزيرة