لطالما اشتهرت المدن السورية بصناعة الحلويات، فالحلو السوري يعتبر من أجود وأشهى الحلويات على مستوى العالم العربي، ومحلات الحلويات السورية التي تصنع أفخر أنواع الحلويات تملك صيتاً مميزاً وسمعة طيبة على امتداد مساحات الدول العربية، وليس غريباً على زائري المدن السورية ولا سيما دمشق ان يعمدوا في كل مرة إلى زيارة محلات الحلويات فيها لشراء ما لذ وطاب من أصنافها الفاخرة.
ولكن كان لمحال الحلويات نصيبها الخاص من الأزمة السورية، وتحضر محال صنع الحلويات موادها الأولية من الداخل السوري ولكن تلك المواد بعد اشتداد وطأة الأزمة السورية باتت تشهد ارتفاعاً كبيرا في الأسعار، ففي مدينة ادلب المحررة قد بلغ سعر كيس السكر في 11000 ليرة سورية و سعر الزبدة 450 ليرة سورية كما يشمل ذلك الغلاء باقي المواد كالبيض والطحين فضلاً عن أجور شحنها إلى تلك المحال.
أبو أحمد صاحب أحد محال الحلويات في مدينة ادلب المحررة يقول : ” شهدت المواد الأولية اللازمة لصنع الحلويات ارتفاعاً كبيرا في الأسعار وارتبط هذا الارتفاع بارتفاع سعر الدولار رغم كون مصادرها من الداخل السوري “، إضافة إلى قائمة المشاكل التي يواجهها أصحاب محال الحلويات، توجد مشكلة ارتفاع أجور اليد العاملة وقلة تواجدها فتتراوح أجور اليد العاملة بين ال 15 و 20 ألف ليرة سورية شهرياً ولكن بعض العاملين لا يرغبون بالعمل كون هذا المبلغ من المال بالكاد يغطي نفقات الطعام والشراب شهرياً.
خالد أحد الشباب العاملين في محل صنع الحلويات يقول : ” لدي عائلة مكونة من أربع أشخاص زوجتي وثلاث أولاد وأتقاضى من رب عملي 15 ألف ليرة سورية شهرياً ولكنها لا تكفي لتغطية مصاريف العائلة ولجأت إلى العمل في مجال آخر بعد انتهاء فترة عملي في الحلويات “.
و تبقى الأرباح في هذا المجال قليلة نسبيا بالمقارنة مع ارتفاع أسعار المواد الأولية وارتفاع أجور اليد العاملة في ظل الأزمة السورية، ففي بعض الأيام لا يكاد البائعون يبيعون سوى القليل من منتجاتهم وفي أيام أخرى يبيعون بشكل جيد رغم كون هذه المحلات تلقى إقبالا شعبيا لا بأس به.
أبو رفعت صاحب أشهر محل للحلويات في مدينة ادلب المحررة يقول : ” يشهد محلي إقبالا لا بأس به من الزبائن مقارنة مع المحلات الأخرى كونه قديما ومعروفا لدى الناس، ولكن نسبة الإقبال في أيام سيطرة النظام كانت أكبر بكثير من الآن فبعد تحرير المدينة نزح الكثير من أهالي المدينة بسبب القصف الذي كانت تتعرض له، وبعد رجوع البعض من أهالي المدينة بقي قسم كبير منهم خارجها و هاجر البعض إلى دول أخرى”.
ولم تقتصر هذه المشاكل على مهنة صنع الحلويات فكل مهنة تقوم في سوريا تكلف رؤوس أموال كبيرة وتحتاج إلى أجور كبيرة للأيدي العامل وتعود على أصحابها بأرباح قليلة غالباً، في ظل الصراع الدائر الذي مضى عليه أكثر من أربعة أعوام دون بوادر لإيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا.
محمد المحمود
المركز الصحفي السوري