“حيّرتني تكاليف المعيشة، خمسةُ أولادٍ لا أقوى على تربيتهم أو تأمين حياةٍ كريمةٍ لهم، تباً للحرب”
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
أرهقت كاهل “علي” مصاعب المعيشة وارتفاع تكاليفها، فجعلت الشيخوخة تأكل ملامحه قبل أوانه، فمن يرى عليّ يحسبه ابن ستين عاماً، بينما هو في الثلاثينات من عمره.
كثيراً ما يشرد في سقف غرفته المؤقت، فسقفها من العازل والبطانيات، يشردُ ويقول “خمسةُ أولاد، لا عمل لدي لأقوى على تأمين كافة المصاريف، وإن عملت سآخذ أجاراً يكفيني ثمن الخبز والخضار، وحتى مواد التدفئة في هذا الشتاء كانت صعبة المنال”
يحمل عليّ فوق عاتقه هموماً ثقال، يؤرّق مجلسهُ التفكير بقريته الوادعة التي تركها مكرهاً جنوب إدلب، ويقضّ مضجعه أكثر أخبار تأجير الأراضي الزراعية التي أعطاها مداد قلبه وعرقه لكي تثمر وتعطيه محصولها.
“يقولون أن النظام قد أجّر الأراضي الزراعية في كامل جنوب إدلب وشمال حماة، هل تلك الأخبار صحيحة؟؟
ياويلتاه!! ليتني متّ قبل أن أرى الغريب يستملك أرضي وأرض أجدادي”
تأكل ملامح عليّ الحسرة، أوجاعٌ كبيرةٌ تخلفها غربته وغربة الناس من حوله، ويزيدها ضيق سبل العيش ونذرة فرص العمل
“لم أعد أعرف ما أسلك من طرقٍ، أعمل على مكبسٍ للطوب نهاراً حتى بات ألم ظهري يؤرّقني وجلّ ما آخذه من أجرٍ أضعه ثمن مسكناتٍ، تركت العمل والتجأت إلى عمل عبر تطبيقٍ الكترونيّ، أؤمّن من ورائه بعض المصاريف”
لم يكن عليّ الوحيد الذي أرهقته الحرب وويلاتها، والغربة وآهاتها، كثيرون کعليّ، هجّروا قسراً عن ديارهم وأرغموا على النزوح إلى مخيّمات لا تقي حراً أو زمهريرا، والكثير من هؤلاء تعيش على الحديث عن الوطن وتموت من شدة الشوق.
وأكثر ما يرهق هؤلاء النازحين هو تكاليف العيش، فالكثافة السكانية لأكثر من مليوني نازح أضعفت وجود فرص العمل وقللت وجودها، وبحسب إحصائية أجراها فريق “منسقو استجابة سوريا”، تبيّن أن أكثر من 93% من المصوّتين لايغطون نفقاتهم اليومية، وأن 86% منهم لايحصلون على مرتبٍ يتجاوز الخمسين دولار أمريكي.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب