ولخص وزير الخارجية الأميركي جون كيري موقف الإدارة الأميركية في لقائه مع قناة الجزيرة حين قال “ما من أحد يعلم أن التدخل عسكريا هو الخيار الصحيح”.
ويرى الدبلوماسيون المعارضون لسياسة أوباما أن القوة العسكرية سوف تجبر الأسد على الالتزام بشروط اتفاق وقف الأعمال العدائية وتحمله على أخذ الحل السياسي على محمل الجد.
ويرى الباحث في الشؤون العربية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى آندرو تابلر أن سحب ورقة القوة العسكرية من طاولة الخيارات المتاحة سيصب في مصلحة النظام السوري وحلفائه وداعميه.
وقال تابلر للجزيرة نت إن الإدارة الأميركية تتجنب خيار القوة بسبب المصاعب المترتبة على التدخل العسكري ضد نظام الأسد في ظل وقوف روسيا إلى جانبه.
وتحاجج الإدارة الأميركية بأن أي تدخل عسكري، وإن كان محدودا بقصد إحداث خرق سياسي، دونه محاذير أبرزها الخشية من الانزلاق إلى حرب مع سوريا التي تدعمها كل من روسيا وإيران، وفق تعبير المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست.
وترى إدارة أوباما أن الموقف الداعي إلى فرض حل عسكري في سوريا يفتقد إلى الحكمة، وسوف يفضي بالضرورة إلى نتائج مشابهة لتلك التي نجمت عن غزو العراق عام 2003 وما ترتب عليها من أضرار لحقت بمصالح الولايات المتحدة.
لذا يؤكد البيت الأبيض على ضرورة بذل جهود لإنجاح اتفاق وقف الأعمال العدائية، وعلى وجوب ممارسة روسيا الضغطً على الأسد للقبول بعملية انتقال سياسي، فضلا عن رصد جميع الموارد لمحاربةتنظيم الدولة الإسلامية عوض تشتيتها في محاربة النظام السوري.
من جهتها تتوجس المعارضة السورية من موقف واشنطن الرافض لاستخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد، فقد حذر منذر ماخوس الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات وسفير الائتلاف السوري المعارض في باريس من وجود مشروع لتقسيم سوريا تعمل عليه أطراف إقليمية ودولية لتحقيق رغبات محلية.
وأمام ثبات واشنطن على موقفها من التدخل العسكري في سوريا تسقط ورقة الرهان على إدارة الرئيس باراك أوباما. ويقول تابلر إن على المعارضة السورية أن تدافع عن نفسها وتصمد إلى حين انتخاب رئيس أميركي جديد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويضيف مؤلف كتاب “في عرين الأسد” أنه في الفترة الفاصلة عن انتخابات الرئاسة ينبغي على المعارضة أن “توحد صفوفها وتحارب الجهاديين” لتعزيز حظوظها مع الإدارة الجديدة.
الجزيرة نت