لاحت مرحلة جديدة تطرق أبوب مناطق الجنوب السوري الخاضعة لسيطرة الثورة ظاهرها, تخوف يشعر به أهالي المنطقة وباطنه همم وعزائم لدى ثوارها وذلك بعد تهديدات النظام المستمرة باجتياح المنطقة أو الاستسلام .
أعلنت فصائل الثورة التابعة للجيش السوري الحر رفع جاهزيتها العسكرية في عموم مناطق درعا والقنيطرة, ولاسيما غرفة عمليات البنيان المرصوص في ظل ما تتعرض له المنطقة, من تهديدات مباشرة وغير مباشرة من النظام وقواته عبر المناشير الورقية التي برع النظام في استخدامها لممارسة التطبيل والتهويل في بداية أي اقتحام عسكري لأي منطقة في سوريا, إضافة إلى توجيه رسائل عبر ما يسمى بـ لجان المصالحة أو عبر وسائل إعلامه المميزة, بكثرة الدعايات الاستعراضية .
وقام النظام, في الأيام القليلة الماضية ليثبت صدق جزء من أحاديثه الكاذبة بإرسال بعض الأرتال العسكرية الصغيرة إلى مناطق القنيطرة ودرعا, وذلك حرصاً منه على مصداقيته المتلاشية أمام مواليه في قضية اقتحام درعا والقنيطرة على غرار من سبقها من مناطق الثورة في دمشق وريفها وحمص وحماة, ليكون ثوار درعا جاهزين ويباشرون هذه المرة باستهداف رتل عسكري للنظام أمس الأحد بالقرب من بلدة خربة غزالة شمال درعا ويتمكن ثوار القنيطرة اليوم الإثنين من قتل وجرح عدة عناصر من حزب الله على محور تل كروم أم باطنة, واحباط محاولة تسلل لهم باتجاه مناطق الثورة ليعيدوا للمدنيين معنويات كانت ربما ستفقد منهم, واثبات صريح و واضح للنظام أن الثورة مازالت حية في درعا, بل وربما ستشتعل من جديد فجمرتها مازالت محمرة .
منذ يومين, طالب مؤسس الجيش الحر العقيد رياض الأسعد ثوار وأهالي درعا بإشعال فتيل الثورة, كما اشعله أطفالهم عام 2011 , وذلك بمهاجمة قوات النظام وميليشيا حزب الله وعدم انتظارهم, ليبدأوا بالهجوم وهذه خطة عسكرية نصح بها الرجل العقيد بحكم خبرته العسكرية على منوال القاعدة التي تقول الهجوم خير وسيلة للدفاع, وذلك لجعل قوات النظام في حالة تخبط وعدم قدرتها على دراسة محاور الاقتحام العسكرية والجغرافية, واستجماع قوتها وبث الرعب في صفوفها, من خلال مهاجمة مواقع تواجدها بين الفينة والأخرى, فـ ثوار درعا يمتلكون العدة والعتاد لذلك .
يقول محللون عسكريون, إن الحال في درعا والقنيطرة يختلف كليّاً عن الحال التي كانت في الغوطة أو الضمير أو جنوب دمشق أو شمال حمص فتلك المناطق محاصرة من كل جهاتها وتخلو من الأسلحة النوعية ومضادات الدروع وعانت فترات طويلة من انقطاع كافة سبل المعيشة, أما الجنوب السوري صحيح أن ظهره ليس مسنود من الأردن لكنه على الأقل محمي من ضربات النظام فهذه الجهة تعتبر خط الجبهة الأطول بين بقية الجبهات وخارطة السيطرة من الجهة الشمالية, توضح وجود شريط ضيق يسيطر عليه النظام يدخل من شمال درعا إلى جنوبها وبإمكان الثوار إغلاقه بمعركة يومين فقط, فضلاً عن وجود اكتفاء غذائي من المنطقة نفسها ومن الحدود الأردنية .
ويقول السوريون في الشمال السوري, إن الحال في درعا يشبه الحال في إدلب إلا أن درعا تتميز بعدم وجود الاغتيالات والألغام الأرضية وعمليات الخطف, وإن وجدت فهي محدودة العدد والتأثير, على ثوار درعا أن يبدأوا بتحريك جبهات القتال ضد النظام ومواليه, لأن الانتظار لن يجلب لهم إلا هجوماً للنظام يوماً ما, لأنها تخلو من نقاط المراقبة رغم الوصاية الأمريكية بإبعاد الايرانيين عنها إلا أنهم لم يتحدثوا عن إبعاد النظام وقواته .
عروض واستعراضات للنظام في درعا, واجهها ثوارها بحزم وشراسة, فلا قصاصاتهم الورقية تجدي نفعاً, ولا أرتالهم العسكري تكسب أرضا, فـ ثوار درعا أعلنوا التصدي, بل والهجوم .
المركز الصحفي السوري _ خاطر محمود