قالت خبيرة شؤون القطاع العام في الشرق الأوسط شيلي كلبرتسون: إن نصف أطفال المخيمات السورية على الأقل لا يتلقون تعليما، وإن هؤلاء الأطفال كانوا سيحصلون على أقل معدل تعليمي عالمي إذا ما كانوا يعيشون في دولة ما.
وقالت الكاتبة التي تعمل في مؤسسة راند: إن عدم حصول أطفال سوريا على تعليم جيد، فإنهم معرضون لخطر الافتقار للمهارات التي يحتاجونها لدى بلوغهم سن المراهقة، ما يعني أن سوريا تواجه خطر إنتاج جيل ضائع.
وحول أسباب ذلك، أشارت الكاتبة إلى أن الحرب الأهلية تدمر المجتمع السوري، حيث يعيش أكثر من 7.5 مليون سوري مشرد داخل وطنهم فيما يبلغ عدد لاجئي الخارج حوالي 3.2 مليون وهو ما يشكل نصف سكان سوريا تقريبا.
وأوضحت كلبرتسون أن تدفق عدد كبير من لاجئي سوريا على دول مثل تركيا والعراق والأردن ومصر يغير من تركيبة سكان بعض تلك البلدان، فهم يشكلون حوالي %20 من سكان لبنان، و%10 من سكان الأردن، و10-%20 في تركيا، وتشير تقديرات وزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة، إلى أن أكثر من %80 من هؤلاء اللاجئين يسكنون المناطق الحضرية وليس المخيمات، ولذا فهم يعتمدون على خدمات تلك المناطق، ما يرفع الطلب على المدارس.
وأضافت أن جهود التعليم بالنسبة لمواطني الدول المستضيفة واللاجئين لها تتعرض لمخاطر حقيقية، بسبب ازدحام الفصول الدراسية وزيادة النفقات، ولذا من المهم لتلك الدول أن تستثمر في النظم التعليمية كي لا تتراجع جودة التعليم.
لكن ما يضفي جوا حزينا على تلك المسألة هو وجود نهاية للحرب السورية في الأفق المنظور، وحتى عندما يحل السلام، فإن عودة السورين إلى منازلهم ستستغرق سنوات، نظرا لهلاك البنى التحتية والتوترات القائمة داخل المجتمع، وهو أمر ليس في صالح الوضع الحالي، فحسب الأمم المتحدة، يكون المعدل الزمني لعودة لاجئين إلى أوطناهم خلال الأزمات الطويلة هو 17 عاما.
ودعت الكاتبة الدول المستضيفة للاجئين السورين والمجتمع الدولي لإعطاء أولوية للاستثمار في التعلم الجيد لأطفال سوريا.
وأوضحت أن تحقيق هذا الاستثمار التعليمي سيفيد أيضا الدول المستضيفة لأنه سيكون بمثابة خطة تعليم طويلة الأمد.
وختمت الكاتبة بالقول: إن الاستثمار في مستقبل هؤلاء الأطفال بتلك الطريقة، فإن المجتمع الدولي يمكنه أن يساهم في ضمان عدم تحول التعليم إلى حصيلة أخرى للحرب، ولعل ذلك يضع أسس مستقبل مضيء لأطفال سوريا.
العرب القطرية