في كُلّ عام تُصدر مؤسسة” هينلي بارينتس” الأولى عالمياً في مجال البحوث المتعلقة بالمواطنة وغيرها، لائحةً تُحدد ترتيب جوازات السفر لمختلف البلدان حول العالم، وفي لائحتها للعام 2016، تعرض المؤسسة أسوأ عشر جوازات في العالم ضمن تصنيفاتها بهذا الخصوص.
ولعل سورية احتلت المرتبة الخامسة من بين أسوء عشر جوازات في العالم لعام 2016، نتيجة لعدة أسباب منها الحرب الدائرة في سوريا منذ 5 سنوات إلى الآن من جهة، و أن النظام السوري رفع قيمة رسوم إصدار الجواز وتمديده، فبعد أن كان إصداره لمدة ست سنوات يكلف نحو مائتي دولار، بات إصداره لسنتين يكلف أربعمائة دولار، وتمديده لعامين يكلف مائتي دولار، هذا غير أن معظم المهجرين في دول اللجوء هم بحاجة إليه لكن الصعوبات التي تواجههم أثناء تجديده أو تمديده منع الكثير منهم بعدم الرغبة للحصول عليه، واللجوء للرشوة والتزوير.
معظم الأفراد السوريون تعرضت منازلهم للقصف أو الحرق وضاعت ضمنها الأوراق الرسمية والثبوتية التي تثبت شخصيتهم كالهوية الشخصية ودفاتر العائلة، وهذا يصّعب عملية الحصول على جواز السفر لهم، فضلاً عن التدقيق الأمني على كل شخص يذهب إلى الهجرة والجوازات بحجة المسح السياحي، أيضاً ذاك أوقف الكثير عن طلبه، خاصة الأشخاص القابعين في مناطق خارجة عن سيطرته لأنهم موضع اتهام حاضن للإرهاب، وبذلك يكون معظم السوريين محرومين من جواز السفر في ظل عدم ظهور أي مبادرة من الدول أو حتى من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة لإيجاد بديل عنه أو حل له.
في الداخل السوري أو الخارج تبقى معاناة السوريين واحدة للحصول على جواز سفر، فالسكان بالداخل يخرجون تهريباً عبر الحدود من غير جواز سفر، والقاطنين في الخارج الذين يودون اكتسابه يذهبون للسفارات السورية المتواجدة بأماكن سكنهم والتي لازالت تمثل النظام السوري دبلوماسياُ، وهناك يقفون لساعات طويلة ضمن طوابير من الأفراد، ومن الممكن ألا يحصّلوا دورهم أو أن ينتهي الدوام ولا يحين وقتهم، وأحياناً يبقون بين ذهاب وإياب للسفارة السورية عدة أيام لاستصدار الجواز.
حاجة السوريين الملحة إلى تجديد جوزات السفر تزامناً مع رفض السفارة السورية تجديدها، جعلت البعض يقع ضحية عمليات نصب واستغلال من بعض المكاتب والأشخاص، من خلال إيهامهم بقدرتهم على تجديد جوازات سفرهم، إضافة إلى وقوع البعض ضحايا لعمليات تزوير.
أماني من مدينة إدلب تقول:” في السابق كان يكلف استصدار الجواز الواحد بشكل ذاتي ما يقارب 6 آلاف ل.س، أما بعد أن تحررت مدينتا انتابنا الخوف من ذهابنا لمناطق سيطرة النظام، وكثير منا بعث أوراقه المصحوبة بمبلغ مالي كبير مع أحد الأشخاص لنحصل على جواز، بالتالي ضاع مال الكثيرين من غير فائدة وباءت محاولتهم بالفشل”.
وحال لاجئي سوريا الذين يصارعون من أجل الحصول على جواز سفر يمكّنهم من حرية التنقل بين الدول أو المناطق المحيطة بهم، لا يقل مأساة عن حال سكان الداخل السوري المأسورين مالياً وأمنيا من قبل نظام الأسد المستغل لمالهم لكي يمول جيشه بالسلاح ويسفك دماء المزيد من السوريين.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن