لم يكن السوريون على علم بأنهم حينما خرجوا بثورتهم ضد الأسد ونظامه انما قاموا ضد العالم بأسره.
ولم يكونوا يعلموا أن اسقاط نظام ظالم جاسم على صدورهم منذ أمد ،يحتاح كل هذه التضحيات ، بل ولربما وصل الحال الى معظمهم، أن تضحياتهم قد ذهبت سدى، أو كادت تمضي الى سراب.
الحقيقة المرة التي لايعلمها البسطاء من الناس أو حتى من هم أوفر منهم علما ودراية ، أن العالم بشرقه وغربه يدور في فلك واحد يسيطر عليه نظام عالمي منذ أوائل القرن الماضي ، يحرك العالم ويسير به حيث تقتضي المصلحة ، يخلق حربا هنا ويبسط سلما هناك، بناء على ما تقتضيه المصلحة وبما يمليه عليه سيدهم الذي يملك الاعلام والمال ، ويدير السلطة من وراء الكواليس، زعماء هنا وسادة هناك وليسوا في الحقيقة الا بيادق تتحرك حسب المصلحة والحاجة.
بدأت ثورة الشام وراح يصفق لها القاصي والداني
القريب والبعيد مهددين ومتوعدين، واشرأبت معها أعناق أهل الشام البسطاء ليمدحوا ويمجدوا بحمد أمريكا وأتباعها قبل ان ينكشف لهم زيفهم وأباطيلهم
ولم يعلم حينها اهل الشام أن نجاح ثورتهم يعني حكما وبلا ريب اسقاط لهذا النظام بجميع أركانه
ابتداءا من نقطة المحور والارتكاز لهذا النظام (اسرائيل) والتي هي مربط الفرس وسيدة الأمر والقرار.ومن ثم اطرافه وأدواته.
بان الأمر واستبان بحقيقة جلية واضحة لم يعد فيها الأمريكي وغيره ممن أرعد وأزبد وهدد وتوعد بخطوط حمر، وأخرى بأيام قليلة العد ،يمتلك القدرة على التسويف والخداع، بعد أن انكشف لأهل الشام ماكان خافيا .
وان من تحرك أو أراد ،لايعدو يدور في فلك غيره
الا أنه أدرك بقرب زوال ملكه وانفلات عقده وخسارة مكتسباته.
فليعلم اهل الشام أن ثورتهم ماضية ، والى النصرباذن الله عابرة ،وعلى المعتدي تدور الدوائر، اذا ماتمسك أهل الحق بحقوقهم ولم يكلوا اويملوا، وليعلموا أن دولا شاءت أم أبت ، فان مصيرها صار مرهونا بمصائرهم وليس لهم الا الوقوف معهم وان تأخروا أو ترددوا .
والأيام القادمة حافلة ومليئة بالأحداث ، هي جولة ومن وراءها جولات ، وأهم مافيها انكشاف الجميع على خشبة المسرح وغدا الجميع يلعب على المكشوف.
وضاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري