يعيش “أبو عبد السلام” بصحبة عائلته في منزلهم الكبير بكامل الحب والطمأنينة.
يعيل أبو عبد السلام طفلاً ويربيه منذ الصغر، كان الطفل ابن عمه واسمه “أحمد”
يعامله معاملة الابن، ويلبي كامل احتياجاته.
باع أبو عبد السلام المنزل الذي يسكنه بمبلغ “250” ألف دولار، مما جعله عرضةً للطامعين واللصوص، فالمبلغ كبيرٌ وهو حلمٌ للكثيرين وخاصةً ضِعاف النفوس.
“فوجئت برسالة من رقم لا أعرفه عبر الواتس آب، ابنك الصغير عندنا، ستكلفك حياته 200 ألف دولار… اسودّت الدنيا في وجهي، ماعدت أدري ماعليّ فعله، أموالي كلها لا تعوضني عن ولدي الصغير”
توجّه أبو عبد السلام إلى مخفر الشرطة لإخبارهم بالحادثة، والحيرة والحزن تكوي قلبه، وبدأت المساومات والاتصالات.. يمر الوقت مسرعاً ..لا شيء يتغير..
“استعنت بخبيرٍ في الإنترنت ووسائل التّواصل، فبدأ العمل على مراقبة الاتصالات، وتحديداً رقم الخاطف.
وبعد عملٍ شاقٍّ ومراقبةٍ متواصلةٍ، استطاع الخبير تحديد موقع هاتف الخاطف.
وكانت المفاجأة…. الموقع منزل أبي عبد السلام!
بدأت الشكوك تأكل رأس أبي عبد السلام، صراخه يعلو المكان، هل يعقل أخوتي من فعلو ذلك؟!
أم أن أحداً من الجيران قام بتلك الفِعلة القذرة؟؟
” ماذا تقول يا أبا عبد السلام، نحن أخوتك وولدك ولدنا!”
إلا أن الحيرة والشك لم تغادر قلبه،
تتواصل المراقبة والبحث حتى ساعات الفجر، يتصل الجاني بشبكة الانترنت فيحدد خبير الانترنت الموقع مجدداً، ينطلق نحو منزل أبي عبد السلام..
“من منكم لا يزال مستيقظاً لهذه اللحظة؟ ومن اتصل بالإنترنت!
ماذا حدث!!
الخاطف اتصل بالإنترنت الساعة الرابعة فجراً، وهو معكم هنا..
إنه أحمد الشاب الذي أربيه في منزلي،مازال مستيقظاً…
– دعونا نفتّش هاتفه المحمول، لربما يكون هو الجاني.
ماذا تقول؟ إنه أحد أبنائي ولا يعقل ذلك”
بعد التفتيش..كانت الفاجعة.. إنه صاحب الرسائل والتهديدات، هو من قام باختطاف الطفل الصغير.
“أين وضعت الطفل أخبرني بسرعة.
– خبّأته في المخزن ”
كانت الصدمة… وماأقساها على قلب أبي عبد السلام، فالطفل الصغير قد اختنق وفارق الحياة، بسبب وضعه تحت أكياس الثياب وانعدام التهوية في المخزن.
لم يكن يتوقع القاتل “أحمد” أن الطفل سيختنق تحت تلك الأكياس، فوجود رجال الشرطة الدائم في المكان، أفقد أحمد صوابه ولم يستطع العودةإلى المخزن للاطمئنان على الصغير”
أهذا جزاء إحساني إليك؟
ألم تكن معاملتي لك كأولادي؟
تستلم الجهات الأمنية الجاني ليلقى حسابه على فعلته وتنفيذ حكم القصاص به، ويعيش أبو عبد السلام حسرته وانفطار قلبه على ولده الصغير وولده الثاني من رباه واحتواه في كنفه.
ريم مصطفى