أدى فشل الاجتماعات الدبلوماسية لحل التوترات المتصاعدة بشأن أوكرانيا، إلى وضع روسيا والولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في منطقة مجهولة بعد الحرب الباردة، مما يشكل تحديات كبيرة للاعبين الرئيسيين لتجنب مواجهة صريحة، وفق تقرير نشرته “أسوشيتد برس” اليوم السبت.
إنّ أزمة أوكرانيا والخلافات التي تبدو مستعصية بين واشنطن وموسكو، وتنطوي على مخاطر حقيقية، تتمثل في الحرب الاقتصادية المنهكة، والصراع العسكري، الذي يتفاقم، بسبب مخاطر سوء التقدير ورد الفعل المبالغ فيه.
فقد أدى رفض كل جانب للتراجع عمّا يعتبره الآخر مطالب غير واقعية، إلى ترك آفاق الدبلوماسية في طيّ النسيان، فالولايات المتحدة وحلفاؤها يتهمون روسيا بإذكاء التوترات في المنطقة دون سبب مشروع.
فيما يبدو الانسحاب الواسع للقوات الروسية، البالغ عددها حوالي 100 ألف جندي، بالقرب من الحدود الأوكرانية، إشارة إلى نيّة “فلاديمير بوتين” الحسنة للتفاوض.
ويرى المحلّلون الغربيون أنّه يتعيّن على بوتين تقديم تنازلات لتجنّب الصّراع، فيقول رئيس المعهد الأمريكي للدراسات الألمانية المعاصرة في جامعة جونز هوبكنز “جيف راثكي” أنّ المنطقة تمرّ بفترة متوترة وبدون مخرج واضح مالم يتراجع بوتين”.
ومن الجهة الأخرى، صرّح وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” أنّ روسيا حاولت إقناع الولايات المتحدة وحلفائها بالمشاركة في محادثات، بشأن عدم نشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا، وفرض قيود على المناورات الحربية، لكن دون جدوى.
وقد دفعت المواقف الروسية الصارمة والمتصلبة بالبعض إلى الاعتقاد بأن موسكو لن ترفع من سقفها، إلا بعد تلقي رفض رسمي ومكتوب من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للانضمام إلى مطالبها.
الجدير ذكره أنّ روسيا تهدّد باتخاذ حزمة من الإجراءات العسكرية الفنية التي تشمل نشر أنظمة أسلحة جديدة في مناطق مختلفة والتنسيق مع بيلاروسيا والصين في حال رفضت الدول الغربية مطالبها.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع