محمد الآغا 50 عام مهجرٌ من خان شيخون إلى ريف إدلب الشمال يعمل على صنع الفطائر على قارعة الطريق.
هل يمكن أن تصادر أملاكك دون علمك، كيف يؤثر قانون الإرهاب على المتهمين وعوائلهم؟؟
تهجر محمد مع أسرته من خان شيخون في أثناء حملة النظام الأخيرة، التي سقطت على إثرها المدينة في أيدي مُحتليها، ولم يكن يمتلك حتى أجرة سيارة نقل تُخرجه من خان شيخون.
سكن فترة في إعزاز في حلب ثم عاد إلى محافطته إدلب وقرر افتتاح مشروعٍ في بلدة حزانو على الحدود السورية التركية.
كانت فكرة المشروع بسيطة وهي صناعة فطائر التنور على أطراف إحدى الطرق، يقول محمد مفتخراً بعمله:
“أنصح كل شخص بالعمل، ولا شيء سوى العمل لا أنصح أحد بانتظار سلة المعونة الشهرية لأنها لن تُسمن ولن تُغني عن جوع، وأنا الآن والحمدلله أعمل وأعيش بجهدي وتعبي ”
وجد محمد سيارة إسعاف مدمرة في أحد الأماكن فحوّلها إلى ركنٍ جميلٍ في مطعمه الصغير، ليصبح مشهوراً بخبره التنور وبسيارة الإسعاف التي يضع فيها حاجيات مطعمه الصغير بصورةٍ لافتةٍ لكل من يمرّ بجانبه.
يقول الآغا وهو يصنع بعض الفطائر على نكهة الجبن والحبة السوداء:
” اليوم الجميع أصبح يعرف ” مناقيش وفطائر الآغا ” لأنني أمتهن مهنة أحبها وأبدع بها، وأهتم بنظافة طعامي المقدم للناس، رغم أنني لا أحصل على المال الوفير ولكن والحمد لله استطعت أن أوفر مستلزمات معيشتي الأساسية من أجر منزل وطعام وشراب أسرتي ”
أما طموح محمد فقد اختصره بجملة صغيرة تحمل كثير من المعاني والدلالات حيث قال بكل ثقة:
” طموحي هو أن يكمل أبنائي تعليمهم وأن أعود لخان شيخون من جديد ”
لا شيء يعادل الانتصار على ظروف الحرب السيئة، والبدء حياة جديدة بعد الانكسار، لا شيء يعبر عن تلك الانتصارات إلا قصص نجاح السوريين بالتغلب على ظروفهم الصعبة بعد خسارة أراضيهم ونزوحهم .
بقليل من الأمل يولد النصر وتصبح الحياة أجمل .
ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع