افتتح الأكراد في مدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، أول كلية عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، في ظل جدل يثيره هذا التطور، ويأتي في إطار خطوات عملية تقوم بها هذه القوات لبناء مؤسسات لما تسميها فدرالية شمال سوريا، في حين يعتبرها البعض خطوة جديدة على طريق الانفصال.
ويقول الصحافي الكردي مصطفى عبدي: إن الكلية الحربية التي تم افتتاحها من قبل هيئة الدفاع والحماية في الإدارة الذاتية هي الأولى على مستوى شمال سوريا.
ورأى في حديثه لـ«القدس العربي»: أن خطوة تأسيس أول كلية حربية تأتي بعد اتساع مساحة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، حيث أنها الآن ثاني أكبر قوة في سوريا وتسيطر على ربع مساحتها، فضلاً عن تزايد أعداد المنضمين إليها، لاسيما بعد الحملات العسكرية الناجحة ضد تنظيم داعش، وكونها حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وشريكة التحالف الدولي في الحرب على التنظيم.
كما يعتقد عبدي أن الخطوة تأتي مكملة لخطوة فتح باب التطوع لإقامة أفواج عسكرية، كي تكون نواة الجيش الجديد الذي سيتولى حماية الإقليم الفيدرالي في شمال سوريا.
وفي المقابل يعتقد رئيس المكتب السياسي لجيش سوريا الوطني أسامة بشير، أن الكلية الحربية للانفصاليين الأكراد حقيقة، حيث أنهم يستبقون الأحداث كثيراً ويعتقدون أنه طالما أن أمريكا معهم فهم قادرون على كل شيء، وأن واشنطن لن تتخلى عنهم.
وأضاف أن أكراد سوريا استبقوا الأحداث قبل قيام فدراليتهم، وأسسوا كلية حربية، فيما لا يزال معظمهم من دون بطاقات شخصية، حيث يعتقد أن هذا التخبط السياسي العشوائي يراد منه استفزاز تركيا، حيث أن ما يقوم به الأكراد اليوم ما هو إلا دليل قاطع على ضعف وقصر رؤيتهم السياسية، وتصرفهم بإعلان الفدرالية سابقًا واليوم تأسيس كلية حربية مصيرهما الفشل.
القدس العربي