في بيان صحفي نشره موقع NRC يوم الأربعاء 30 نيسان (أبريل) 2025 حث المجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة بلان إنترناشونال، ومنظمة كير الأردن، ومنظمة العمل ضد الجوع (ACF)، المجتمع الدولي على دعم الأردن للحفاظ على الظروف التي تسمح للاجئين باتخاذ قرارات حرة ومستنيرة بشأن مستقبلهم.
وبحسب الموقع لاتزال الغالبية العظمى من سكان مخيم الأزرق، البالغ عددهم 40,500 نسمة، يعتمدون على المساعدات. وبينما جدد التحول السياسي في سوريا في كانون الأول (ديسمبر) الأمل في إيجاد حل لنزوح السوريين، طغى تدهور الوضع الأمني في وطنهم على حماس اللاجئين الأولي للعودة إلى سوريا هذا العام. كما أفاد اللاجئون بتلقيهم تحذيرات من أصدقائهم وأقاربهم العائدين بشأن نقص الخدمات الأساسية والسكن والفرص الاقتصادية.
وأظهرت استطلاعات أجرتها منظمة العمل ضد الجوع أنه في حين كان ثلثا اللاجئين في مخيم الأزرق يخططون في كانون الثاني (يناير) للعودة إلى سوريا بحلول نهاية العام، فقد انخفضت هذه النسبة إلى الثلث بحلول نيسان (أبريل).
ونقل الموقع عن حميدة جهامة، المديرة القطرية لمنظمة بلان إنترناشونال في الأردن قولها: “لاحظنا تحولًا ملحوظًا في مواقف اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع، مع تزايد المخاوف بشأن العودة إلى سوريا في نيسان (أبريل) 2025، مقارنةً بالمشاعر الأكثر تفاؤلًا التي عبّر عنها تقييمنا في كانون الثاني (يناير) 2025”.
وأضافت: “أعرب اللاجئون عن مخاوف جدية بشأن إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم وسبل العيش، في حال عودتهم إلى مناطق لاتزال تواجه تحديات جسيمة”.
وقالت آمي شميدت، مديرة مكتب المجلس النرويجي للاجئين في الأردن: “لقد استضافت الأردن بسخاء مئات الآلاف من اللاجئين منذ بداية الأزمة السورية، والتزمت المملكة بأن تكون أي عودة إلى سوريا طوعية. ولكي تكون العودة طوعية بحق، يجب مواصلة تقديم المساعدات الدولية للمجتمعات الأكثر ضعفًا، مثل مخيم الأزرق”.
وبحسب الموقع أظهرت دراسة أجراها المجلس النرويجي للاجئين أنه في حال توقف جميع التمويل الإنساني لمخيم الأزرق، سيُدمر 90% من اقتصاده. وتندر فرص إعالة الأسر في مخيم الأزرق بسبب عزلته، إذ تحيط به صحراء قاحلة، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حرية تنقل الناس.
أسواق المخيمات صغيرة ومتقلصة، خاصةً منذ التغيرات السياسية في سوريا. ويقول أصحاب المتاجر إن الناس توقفوا عن الشراء، في ظل عدم اليقين بشأن المستقبل.
قال محمد، وهو لاجئ ومتطوع في المجلس النرويجي للاجئين يدعم الأعمال التجارية في المخيم: “أغلقت العديد من المتاجر في المخيم، وفتح البعض الآخر فقط لقضاء الوقت”.
وكشف تقييم حديث للاحتياجات أجرته منظمة كير الأردن في المخيم أن عدم قدرة اللاجئين على إيجاد عمل لتلبية احتياجاتهم الأساسية كان عامل دفع رئيسيا يدفع الناس إلى التفكير في العودة إلى سوريا.
سلام، لاجئة تبلغ من العمر 24 عامًا، تعيش في مخيم الأزرق منذ 11 عامًا. تزوجت وأنجبت طفلًا ثم طُلقت في المخيم. ورغم تلقيها عدة دورات تدريبية، لم تتمكن من العثور على عمل في المخيم. “الحياة في المخيم ليست…
الحياة التي حلمت بها. ما لم أحصل على منحة دراسية، لا خيارات هنا. أريد مغادرة المخيم والحصول على منزل ووظيفة، لكن منزلنا في درعا مُدمر، وأقاربنا يقولون لا تعودوا بعد،” قالت.
ونحن نحث المجتمع الدولي على ضمان استمرار تقديم خدمات الإغاثة والمساعدة في مخيم الأزرق، لأن المزيد من تدهور الأوضاع في المخيم من شأنه أن يدفع الناس إلى العودة إلى سوريا قبل أن يكونوا مستعدين لذلك.